لن تندثر ضحية!
على أرض الوحشية المتزايدة..
تضع أنثى الذئب: خمسة، أو: ستة من الجراء، بينما تلد النعاج: واحداً فقط!
خمسة من الوحوش المفترسة، إلى واحد من الخراف المسالمة!
خمسة من الذئاب ذات الأنياب، والأظافر، والسرعة الخارقة.. إلى واحد من حيوان أعزل، يأكل العشب، ويكاد لا يقوى على التحرك بسرعة ناجية، إذا دق ناقوس الخطر!
،...،...،...
من الذي أبقاها على أرضنا، ولم تنقرض؟!..
الخراف، تعرف الإجابة المدهشة..
تعرف أن هناك: إلهاً، قديراً..
بيده القوية وذراعه الممدودة، يرعاها، ويحميها، ويحفظها من الزوال...
وأنه، سبحانه، جعلها مثالاً للعبرة، والموعظة الدائمة؛ ليقتنيها كل إنسان ضعيف!
وليعيها هؤلاء الذين صاروا: "جحيماً للآخر"، على حد تعبير "سارتر"!
وعضتهم الشهوة إلى الدماء؛ حتى أصبحوا: "ذئاباً لشبيههم"، كما قال "هوبيس"!
فالله الذي خلق الإنسان، وفداه بذبح عظيم..
لقادر أن يحمي كل مكبّل في شراك شدته، من أبخرة الجحيم المتصاعدة من أدمغة أعدائه!
قادر أن يُكسّر القوة الجبارة، التي تتمشى في سواعدهم الباغية!
وقادر أن يمسك بهم، ويحطمهم بعنف العاصفة!
حتى تنتصر إرادة كل أمة مجروحة تتطلع إلى الحرية، وتحيا بيدين قادرتين على التحليق بهما فوق جاذبية: الإحتلال، والقيود، والقمع، والإذلال!
،...،...،...
وهذه ثقتنا في الله، وبالله..
أنه لن تستطع أي آلة حربية جهنمية، مهما كانت قوتها ومداها، أن تفني شعباً يؤمن بعناية خالقه، ويتطلع إلى الحياة، والأمان، والسلام، في وطنه، وعلى أرضه!...