ما زالت بحاجة إلى رؤية أوسع وأدقّ
بسم الله الرحمن الرحیم
د. فرهاد دیوسالار
عضو هیأة التدریس بجامعة أزاد الإسلامیة – کرج
نتيجة للتساؤلات الكثيرة التي تخطر بأذهان الكثير من طلاب الجامعات وعدد متزايد من خرّیجی مرحلة الدکتوراه حول مسألة التفرغ العلمي ومحاولاتهم لمعرفة الشروط التي يجب توفرها لمن يريد أن یواصل حیاتها العلمية لأجل مرحلة ما بعد الدکتوراه، تجد في هذه الصفحات وفي الأسطر القليلة المتاحة هنا، معلومات عامة حول الدراسة فی هذه المرحلة المتضمنة خبرة بحثية مكثفة تحت إشراف أستاذ متمرس في مجال بعينه. کثیر من الطلاب الأكاديميين، يجدون أنفسهم بحاجة إلى مزيد من التعليم والخبرة العملية قبل الانخراط في قوة العمل في شتی المجالات العلمية بعد أخذهم درجة الدکتوراه ویرون أنها لیست نهاية المطاف البحثي؛ بل تكون بداية مشوار طويل لدفع عجلة التقدم والعلوم والبحوث الأکادیمیة ویرون أن الدکتوراه لا تكون كافية.
ولا بد أن تکون مرحلة ما بعد الدكتوراه- پست داك-، مرحلة بين التدريس والبحث العلمي وألا یتکلم مرشحوها عن العقبات والعوائق التی یواجهونها، بل تعلو همتهم وأن یکون لهم آمال وطموحات بعد التخرج و التفرغ من مرحلة الدکتوراه وتکلموا عنها، مما يخفف وطأة التعب والتوتر الذي یواجهونه أحياناً في مرحلة الدراسة. ولیفکروا فی جامعات البحث أو الجامعات الكلاسيكية الأكاديمية التي تقدم برامج بحث موجهة کاملة.
هذه القضية وأسباب إهمال البحث العلمي والاقتصار على التدريس فقط، والإیجابیات والسلبیات فی هذه المرحلة الدراسیة، هی التي یهدف إلیها هذا المقال.
الکلمات الدلیلیة: پست داك، ما بعد الدکتوراه، الدکتوراه، البحوث الأکادیمیة، التفرغ العلمي جامعات البحث.
المقدمة
کل طالب الدراسات العلیا، یستحق بأن یتمتع بمکانة مرموقة فی عالم العلم وأن ینال الدرجات العلمیة السامیة، فعلیه أن یواصل حیاته العلمیة فی أعلی الدرجات. إذا تخرج طالب من مرحلة الدکتوراه ویرید أن یستمر البحث فی مرحلة مابعد الدکتوراه؛ فلابد أن یبحث عن مکان مناسب فی الجامعات ومراکز البحث والمؤسسات وحتی أستاذ مشرف متمرس فی مجال بحثه بعینه.
قبل أن نتطرق إلی موضوع البحث، من المفترض علینا أن نتکلم حول مراحل الدراسات الجامعیة والدراسات العلیا ونشرح مصطلحاتها المختلفة. إن الدراسة الجامعیة غالبا تتألف من ثلاثة مراحل کما یلی:
– مرحلة الإجازة التی تجیز لمن یحمل شهادتها أن یشغل بعمله فی مجال بعینه. وکما هذه المرحلة لاتحتاج إلی کتابة بحث أو رسالة أو أطروحة؛ بل تتطلب عددا من الأرصدة یختلف عددها فی الجامعات المختلفة. تسمی هذه المرحلة باللغة الإنجلیزیة البکالوریوس وباللغة الفرنسیة اللیسانس.
– مرحلة الماجستیر التی تأتی بعد مرحلة الإجازة و تستغرق سنتین. وهذه المرحلة تتطلب بحثا یسمّی بالرسالة. وجدیر بالإشارة أن هناك بعض الأرصدة والمواد فلابد لطالب هذه المرحلة أن یقضیها قبل أن یقوم بکتابة البحث و الرسالة.
تسمی هذه المرحلة باللغة الإنجلیزیة الماجستیر أو الماستر وباللغة الفرنسیة الدبلوم أو الماتریز.
– مرحلة الدکتوراه التی تلی مرحلة الماجستیر ویحمل الطالب بعد التخرج فیها لقب الدکتور. وتتراوح المدة فی هذه المرحلة بین ثلاث وأربع سنوات. و البحث هنا یسمی بالأطروحة وطبعا لابد أن یکون أکثر تعمقا و جودة وسلامة بالنسبة إلی البحث فی الماجستیر.
وهناك أنواع من الدکتوراه نذکر نقلا عن کتاب الدکتور صلاح الدین الهواری [1]:
- دکتوراه الدولة تتراوح مدتها بین ثلاث وأربع سنوات وتُمنح بناء علی بحث تناقشه لجنة مؤلفة من أربعة، أو خمسة أعضاء.
- دکتوراه الحلقة الثالثة وهی موجودة فی النظام الجامعی الفرنسی وحده ومدتها سنتان علی الأقل، وتُمنح بناء علی بحث تناقشه لجنة مؤلفة من ثلاثة أعضاء.
- دکتوراه الجامعة وهی خاصة بالجامعات الفرنسیة وتمنح للطلاب الأجانب علی بحث تناقشه لجنة من ثلاثة أعضاء.
- دکتوراه فخریة وتمنحها بعض الجامعات لبعض المشهورین فی مجالات العلم أو الأدب استنادا إلی مکانتهم، لا إلی بحث یُقدّم للمناقشة و التقویم.
- وأخیرا مرحلة ما بعد الدکتوراه أو پست داك التی تأتی مباشرة بعد مرحلة الدکتوراه، أی یدخلها الطالب بعد أخذ شهادة الدکتوراه لیحترف ویتعمق فی مجال بعینه ویکتسب المهارات الفائقة والتجارب اللازمة، وهی مرحلة البحث والتحقیق ولا تتطلب الأرصدة وقضاء النقاط الدراسیة.
وفی هذه المرحلة یواصل الطالب حیاته العلمیة الأکادیمیة لکسب التعالیم والمهارات قبل الانخراط في قوة العمل في شتی المجالات العلمية. ولکن مع الأسف لیس لها مکان خاص فی مراحل الدراسات الجامعیة وفی مجالات العلم و العمل من قبل کثیر من الحکومات والدول والوزارات؛ لأن فی بعض البلدان یمنح لطالب هذه المرحلة بعد أن أنهاها، إجازة رسمیة حکومیة ولکن فی کثیر من البلدان الأخری، لا یختص أی إجازة للطلاب فی هذه المرحلة.
إن هذه المرحلة التی تتراوح مدتها بین سنتین و خمس سنوات عادة، تكون بداية مشوار طويل لدفع عجلة التقدم والعلوم والبحوث الأکادیمیة للطلاب الذین یجدون فی أنفسهم عطشا فی مجال البحوث العلمیة ویرون أن مرحلة الدکتوراه لیست لهم نهاية المطاف البحثي ويجدون أنفسهم بحاجة إلى مزيد من التعليم والخبرة العملية الأکادیمیة.
علی کل حال؛ پست داک هذا، لقب یحمله الطلاب الذین یواصلون دراستهم فی مرحلة مابعد الدکتوراه ویسمون بهذا اللقب فی کثیر من البلدان التی تتکم باللغة الإنکلیزیة.
نری الیوم فی العلوم البیولوجیة أن فترة پست داك للطلاب، تبدو مرحلة ضروریة فی حیاتهم العلمیة وفی المراحل المبحثیة المختلفة، بحیث نلاحظ أن عدد المرشحین تزاید بوتیرة متصاعدة فی العالم العلمی. علی سبیل المثال نشاهد فی أمریکا ما بین سنة 1980 إلی 1998 للمیلاد هذا التزاید ضعفین وطبعا نری هذا التزاید تصاعدیا.
[2]
حسب عملیة الإحصاء التی قامت بها أکادیمیة العلوم الوطنیة فی أمریکا سنة 2008 للمیلاد، هناك حوالی 89000 طالب پست داك فی العلوم المختلفة والهندسة ویتزاید عددهم بوتیرة متصاعدة یوما فیوما، آملین بأن یحظوا بمکانة مهنیة مرموقة بعد أن أنهوا هذه المرحلة وینالوا حظوة کبیرة فی جامعات الوطن ومراکز أبحاثها بما یلائم بحثهم العلمی وفروعهم بعینه [3].
فی إنکلترة حوالی 25% من الطلاب الذین یتخرجون فی مرحلة الدکتوراه فی العلوم الطبیعیة یدخلون مرحلة مابعد الدکتوراه فی المراکز المبحثیة. فی کندا حدّ أدنی الرواتب لطلاب پست داك یتراوح بین 25000 دولار إلی حد أعلاه 70000 دولار فی السنة، وطبعا یعود الأمر إلی مراکز البحث و المؤسسات بذاتها والفرع الذی یبحث فیه الطالب.
[4]
مرحلة الإعداد لما بعد الدكتوراه وتقدیم المؤهلات
إن الحصول علی مکان ما لمواصلة مرحلة پست داك لن یکون سهلا؛ بل لابد من السعي الحثيث وبذل الجهد حتی یجد الباحث أو الطالب تلك الفرصة اللازمة لانتخاب مکان یلائم کل متطلباته وأن یکون نموذجیا مناسبا. يمكن العثور على هذه التعيينات الملائمة في الأقسام الأكاديمية، و مراكز الأبحاث، والمختبرات، والمؤسسات العلمیة والعملیة. أخيراً من المهم أن تلقي نظرة أيضاً على الموقع الالكتروني الخاص بالجامعات والمؤسسات ومراکز الأبحاث وکذلك المختبرات التي ترغب في متابعة دراستك وبحثك العلمی فيها، وبإمكان الطالب أن یجد عناوين كافة هذه المراکز العلمیة والبحثیة في الموقع الالكتروني الخاص المتعلق بها.
ولابدّ ألا نغفل عن أن اختیار هذه التعيينات تنافسية للغاية، کما لابد للمرشح لنیلها، أن یکون ناجحا نموذجیا وأن یحصل على الدرجة العلمية العالیة. زد علی ذلك، فلابد من أن یتمتع الطالب بالخبرة في مجال الإشراف المعملي والمعرفة بشأن كيفية كتابة الأبحاث، واقتراحات المنح و لديه خلفية في التدريس والبحث وأن یبذل جهدا کثیرا ليصبح متميزاً في مجاله من خلال النشر، وعرض أبحاثه، والحضور فی المؤتمرات العلمیة الداخلیة و الخارجیة و ورشات العمل، وکما أن بيان الـخبرة أی رزومه يكون لدیه قویة عالیة جدا.
أما فیما یتعلق بمرحلة تقدیم الطلب للوظیفة، فعلی الطالب أن یعثر علی الوظائف التی تم الإعلان عنها فی المجلات والدوریات و المواقع الإلکترونیة للمؤسسات ومراکز الأبحاث و الجامعات و فی کثیر من الأحیان یتم الإعلان عن هذه الوظائف شفهیا. وبعد أن تم العثور علیها، فلابد علی المقدّم للوظیفة، تقديم طلبات الالتحاق وأن یرسل مواد طلبات الوظیفة والمستندات المطلوبة التی تشمل نموذج طلب الالتحاق بالدراسات العليا فی مرحلة پست داك والمؤهل الدراسي والعلمی بعد أن حصل علی موافقة مبدئية من جهة العمل على الدراسة والتفرغ لها من المؤسسة أو الأستاذ المشرف. والطلب یحوی بیانا بالخبرة مع ملخص عن رسالة الدکتوراه والقائمة بالأعمال المنشورة هنا وهناك، والأفضل مع رسالة توصیة من الأستاذ المشرف فی مرحلة الدکتوراه. کما علیه أن یکتب رسالة تفسیریة ویشرح کل ما یتعلق بالوظیفة ويتعين أن یذكر كيف يتم دمج اهتمامات مقدم الطلب مع مشروعات الباحث خاصة من الناحیة المالیة. علی سبیل المثال: إذا كان لمتقدم الطلب تمويل خارجي من خلال منحة حكومية أو حتی شخصیة أو أي مصدر آخر، فيجب ذكر ذلك بصورة دقیقة کاملة أيضا؛ لأنه من الممکن أن یحرز لزمالات ما بعد الدكتوراه مع كل من القطاع الخاص وتمويل القطاع العام من خلال الدعم المالي من شركة ومؤسسة للبحوث أو الجامعة و غیرها.
علی کل حال؛ بعد أن توفرت المواد و المؤهلات اللازمة يجب إرسالها في أسرع وقت ممكن، ومن الضروری على المتقدم أن يهتم اهتماما شديدا بالمواعيد النهائية، حيث إن الطلبات المتأخرة من الممکن أن لاتُقبل؛ فلذا علیه أن یحرص علی ذلك.
وهناك موضوع هام ولا یمکن غض النظر عنه، هو أهمیة العلاقات الشخصیة والمهنیة فی المجال العلمی وخاصة نحن نعیش مع الأسف الشدید فی عصر، هناك کثیر من العقبات والمشاکل مثل البيروقراطية ومظاهر المحسوبية والواسطة التي تفشت في مجتمعاتنا العلمیة ومؤسساتنا البحثية و المجلات المحکمة فی شتی مجالاتها. لهذا السبب من المستحسن للمتقدم أن یشارك فی الندوات العلمیة و المؤتمرات و الاجتماعات السنوية للاتحادات المهنية و ورشات العمل العلمیة المختلفة و أن يتعرف على أكبر قدر ممكن من الباحثين في مجال دراسته ويبعث برسائل استفهام لأولئك الباحثين الذين تلقى مشروعاتهم اهتماما لديهم.
يری الکثیر من الطلاب والباحثین خطأ أن المؤسسة التعليمية هي أهم عامل في وظيفة مرحلة پست داك. وعنایة بأنهم يريدون أن يأخذوا في الاعتبار، المؤسسة كعامل رئیسی مهم عند التفكير علی سبیل المثال من حیث المزايا والرواتب التي يمكن الحصول عليها، فإن المؤسسات بصفة عامة ليس لها سوى تأثير طفیف على نوعية الخبرة المكتسبة في مرحلة پست داك مقارنة مع تأثير الأستاذ المشرف نفسه. إذن، من الضروری علی الطلاب أن یهتموا بالسمعة الأكاديمية والمهنية للأستاذ المشرف، بدلا من التركيز على المؤسسة. ومن وجهة نظري هذا هو أهم عامل لابد أن یؤخذ بعین الإعتبار؛ لأن الأستاذ المشرف الحقيقي ليس بحاجة للقب أو أی شیء آخر، بل عمله و إنتاجيته وأداؤه الفني والمهني هو الذي يتحدث و يشهر رتبته العلمية.
وکذلك بما أن وظائف مابعد الدكتوراه ستوفر للباحثين خبرة بحثية مكثفة تحت إشراف أستاذ متمرس علی الأغلب یحمل لقب البروفیسور لأجل خبرته ومهاراته وتجاربه في مجال بعينه. ويكون الباحث المساعد بالضرورة بمثابة معاون مبتدئ له، ويتفقان معا على جدول للتعاون والبحوث العلمیة المستقلة ونشر النتائج فی مجلات مخصصة ذات إعتبار علمیة قویة، فلابد له أن یحرص حرصا علی اختیار أستاذ مشرف ذی کفایة عالیة ممیزة.
الإیجابیات والسلبیات
هناك تساؤلات حول مرحلة پست داك، عوائقها و مشاکلها ومزایاها التی تثير قضايا هامة فی هذا المنطلق، وهنا بعض الملاحظات:
بادئ ذی بدء، علینا أن نعرف ماذا نرید فی مرحلة پست داك؟ ومن الضروری أن یکون لنا معلومات عامة حول الدراسة فی هذه المرحلة. وأن نفهم مفهوم پست داك بمعناها الواسع الذی یبدو أنه کل شئ ولکن هو دون شئ. کما علی الطالب أن یعثر علی جامعات البحث التي تقدم برامج بحث موجهة، أو الجامعات التي تتجه أكثر نحو الجانب العملي أی بنوع ما بین البحث والعمل یعنی أن تکون مرحلة پست داك، مرحلة بين التدريس والعمل والبحث العلمي الجدير بالتعضيد طبعا.
ما أکثر الضجة والجعجعة عند طلبة پست داك فی جامعات العالم ومراکز البحث والمؤسسات برمتها. من المحتمل یعود الأمر إلی نشاطاتهم الکثیرة وأشغالهم الشاقة، وقلة الرواتب التی یحصلون علیها، وعدم التقدیر منهم وعدم تشجیعهم المالی والمعنوی، وبحوثهم الکثیرة التی تبدو لا طائل تحتها وستذهب سدیً.
قلما تجد فی المعاجم والقوامیس ألفاظا تدل علی معنی پست داك؛ لأن هذا تعبیر جدید للطلاب الذین یحملون شهادة الدکتوراه ویریدون المزيد من التعليم والخبرة العملية والمبحثیة ولذلك یبحثون عن مکان آخرلیواصلوا حیاتهم الدراسیة لبضع سنین. هناك بعض غموضات وتعقیدات فی پست داك؛ لأنها لاتعین درجة أو مسؤولیة أو وظیفة. ولن یسمعها الذی هو خارج عن حدود العلم، بعیدا عن الأبحاث ومراکزها فی الدراسات العلیا. إذا کان الأمر کذلك، فلا جدوی لأن یکون لصاحبها بطاقة تشریفات و مقیاس دفع الرواتب. إن القضایا المتعلقة بپست داك هنا و هناك عبارات فقط یستعملها طلاب الدراسات العلیا. إنما الطلاب المتخرجون فی مرحلة الدکتوراه أو الطالب الذی انخرط فی العمل بوصفه الأستاذ المساعد یعطی له وعدا للمستقبل أما کلمة پست داك فلا تعطی أی وعد.
[5]
یجب أن یتوفر للطالب الذی قضی بضع سنوات من عمره للحصول علی پست داك، مقام علمی مرتبط بالبحث وأن یؤمن مالیا و لکن الیوم قلة عمل الأستاذ المساعد أدی إلی تقلیل أهمیتها. ومن الممکن أن یکون پست داك عنوان للباحثین و المحققین الأساتذة المساعدون الذین لم یُستخدموا أو العلماء الضیوف یعنی کل شیء ظاهره حسن ولکن لا معنی له. وفی الحقیقة التعبیر الخطأ لهذه الکلمة یبین وجود إبهام فیها وهذا الموضوع یصح أیضا عن کلمة پست داك بعبارة أخری فلا بد أن نذعن بأن نظام پست داك فی أزمة مع الأسف الشدید.
إن المشکلة الأساسیة هی أن المهتمین بپست داك یواجهون صعوبات کثیرة فی الحصول علی عمل جامعی دائمی.
أدّی إنهیار الإتحاد السوفیتی والتقدم العلمی فی معظم البلدان الآسیویة إلی کثرة هواة ومؤیدی پست داك فی أمریکا وأوروبا الغربیة ولکنهم فی الرجوع إلی بلادهم لم یستطیعوا أن یحصلوا علی عمل أو مهنة لمدة طویلة. وربما یعود السبب إلی تقلیل التأمین المالی فی تعضید العلم لإهتمام هذه الدول بتأمین المخارج الکثیرة للحروب. ومن جهة أخری، قللت الجامعات الأمریکیة توظیف الهیئة العلمیة؛ لأن بعض الأساتذة إمتنعوا عن الإستقالة علی التقاعد وکذلك قلّ مجال الأکادیمیة فی أوروبا والیابان لسبب عقبات ومشاکل ظاهرة المحسوبية والواسطة التي تفشت في سوق المهن وفقدان الفرص الجدیدة والمستقلة. [6]
إن الإتکالیة وعدم الإستقلال لطلبة پست داك فی شتی نواحیها ولاسیما من الناحیة المالیة أحیانا یسبب إستغلالهم من قبل الأستاذ المشرف مع الأسف لیعبث بهم. ولکن الدکاترة المتخرجون الموفقون للدول الرأسمالیة عادة لایجدون هذه الصعوبة؛ لأنهم یستطیعون أن یستفیدوا من حمایة بعثیة ومنحة دراسیة والدعم المالی فی دولهم؛ لذلك نری أن معظمهم یستطیعون علی أن یختاروا الأستاذ المشرف الذی یریدونه لهذه المرحلة وفی الحقیقة یستخدمون أستاذهم المشرف ولا علی العکس.
تکون کیفیة پست داك من أهم المقاییس والمعاییر لتعیین کیفیة المختبرات. یمنح بعض مؤسسات الدول الرأسمالیة رواتب ملحوظة لطلاب پست داك. أما غالبیة پست داك فی دول أوربا الشرقیة والهند والصین والدول التی أضعف من الناحیة المالیة، فیجب أن یجدوا أستاذا مشرفا لیدفع لهم راتبهم من منحة البحث الشخصیة أو من منابع مالیة أخری. وفی ذاته لیس هناك أی مشکلة فی دفع الراتب بهذا الشکل وبالعکس تعتبر شکرا وتقدیرا للأستاذ المشرف من العالم الشاب فی مرحلة ما بعد الدکتوراه الذی یحب الطالب أن یواصل حیاته العلمیة فی هذه المرحلة وأما هذه أجورات و الرواتب فتعتمد علی رأی الأستاذ المشرف بأن یخففها أو أن یتوقف إعطاؤها وهذه الدلائل کلها تشیر إلی أن هناك عقبات أساسیة فی سبیل الدراسات التحلیلیة والبحوث المفصلة للباحثین والدارسین فی مرحلة پست داك؛ لأن لطلابه حوائج وهم فی حاجة ملحة ماسة إلی تغطیة مالیة لإمرار المعاش بلاشك.
طبعا هناك بعض مؤسسات و جمعیات تعطی امتیازات لطلبة پست داك، حتی الذین حصلوا علی مساعدات مالیة وحظوا بدعم مالی بطرق مختلفة. أما معظمها فلا یؤیدون هذا العمل والباحث یحس أنه وصل إلی طریق مسدود ویصبح مرتبکا زعلان.
علی سبیل المثال؛ شوهد أن أستاذا مشرفا أخرج طالبا آسیویا بعد ثلاثة أشهر قضاها فی البحث والدراسة هذا وهو کان رب عائلة حدیثة فقیرة وعاد إلی وطنه و لم یکن له أی نقود أو موقعیة عمل. کما أن هناك أشخاصا یأخذون 25 إلی 50 فی المائة من الراتب الذی یستحقونه وحتی أنهم کانوا یعملون لساعات عمل کاملة. اللهم إن الکثیر منهم صاروا ضحیة التکبر الثقافی وعلی الأغلب العنصریة. إن العلم لم یکن ولن یکون درعا واقیا مناسبا أمام الوطنیة والعنصریة والعقائد المذهبیة والطائفیة. وإن التیارات القومیة لم تحل هذه الصعوبات.
فی هذا الجو المسموم، فکل شخص یحمل جواز سفر أو حتی اسما عربیا أو ترکیا وصربیا من الممکن أن یکون عاجزا من الناحیة العلمیة ولجنة طلبة الجامعات أو رؤساء کلیات تحقیق الطلاب لا یحسون بأیة مسؤولیة وتعهد ولزام تجاههم.
[7]
کثیر من طلاب پست داك الذین یأخذون ضمانا اجتماعیا لا یأخذون فی الحقیقة أی راتب رسمی. اتحاد الطلبة والجمعیات وجمعیة الخریجین ورؤساء الجامعات، لایحسون بأیة مسؤولیة تجاههم حتی إن لبعضهم لیس ضمان معتبر.
والذین یقضون هذه الفترة فی بلدان أخری، یسعون أن یتطبعوا بالآداب والتقالید ولغتهم وفی غضون ذلك علیهم أن یهتموا بتربیة أطفالهم الصغار. ولربّما تفقد زوجاتهم أعمالهن ویشعرن بالوحدة والیأس والإغتراب مع أزواجهم. وهکذا المال عقبة رئیسیة للعائلة الجدیدة النشأة وبالتالی هذه المرحلة من أکثر الفترات غیر الآمنة وعرضة للخسائر فی حیاتهم المشترکة ویلحق بهم ضررا فادحا ویمسّهم بأذی. علی کل حال، هذا عالم پست داك بجمیع ما فیه من المحاسن والمساوئ وخیره وشره فیه تشوش واضطراب دون أی نظام وترتیب، کما إن له میزات عالیة سامیة ویحظی بمکانة مرموقة ومرآة للعلم؛ ولکنه بحاجة ماسة إلی التدبیر والتفکیر بحذر تامّ وبمنتهی الدقة وفی هذا المنطلق لابد أن نسیر بحذر وأن نکون علی حذر لیکون لنا نظاما سلیما فی پست داك.
وإن الدراسة بالنسبة لحامل شهادة پست داك لاتتضمن شروط التفرغ العلمي ولها شروطها الخاصة بمنح هذه الشهادة من قبل الجامعات خارج البلاد وداخلها وتتضمن الفئة التي منها بمرتبة الأستاذية. ولدی أشخاصه عدد من البحوث المنشورة والإشراف على طلبة الدراسات العليا و أبحاثهم و رسالاتهم وأطروحاتهم بنسبة لا يستهان بها وربما تكون لهم كتب مؤلفة او مترجمة حسب الإمكانية المتوفرة.
کذلك إن الفرصة، ستتسنح للطالب فی هذه الفترة؛ أن یکتب خطة بحث قویة ذات أهمیة حیویة وأیضا أن یقوم بدراسات تحلیلیة مفصلة، وأن یدرّس طلاب الدکتوراه، وأن یکتسب التجارب والمهارات اللازمة والتقنیات الجدیدة، وأخیرا التعرف علی مرکز بحث جدید وربما یجد منصبا شاغرا وعند الحاجة یزاول هناك دون أن یتحمل تکالیف باهظة؛ حيث يحصل شاغل المنصب على مكافأة أسوة بأعضاء هيأة التدريس. ومن الطبیعی أن يتم تعيينهم لمدة محددة يمكن تمديدها إلى أکثر، وفقاً لنتائج تقويم الإنتاجية ولحاجات علمية خاصة يتماشى مع الأولويات البحثية المعتمدة. وهکذا يفتح المجال للباحثين والطلبة لإنجاز الأبحاث وتطوير القطاع البحثي في الجامعات والمؤسسات ومراکز الأبحاث من خلال معرفتهم المتخصصة مع حرکة رامیة، متمشیا مع الأساتذة والکوادر التعلیمیة.َ
وعلینا أن نبادر لإزالة اللبس والغموض حول هذه المسألة .وكانت المحطة الاولى لتسليط الضوء على هذه القضیة، مكتب إعلام وزارة التعليم العالي وبعد ذلك الجامعات المعنیة بالموضوع ومراکز الأبحاث والمؤسسات لغرض توجيه الطلاب والباحثین نحو الجهة المتخصصة الصحیحة بهذا الشأن بتقديم أو إجراء البحوث والمشروعات العلمیة وشروطها ليتمّ تناولها من قبل دون أی مشکلة. ومن واجبهم عنایة فائقة بهؤلاء الطلاب والباحثین؛ لأن عدم الإهتمام اللازم بهم یجعلهم قوة عاملة لبقة ولکن رخیصة بخسة.
ومن الطبیعی أن إعداد دراسة متكاملة بهذا الشأن، يوفر فرصة التعيين على المشاريع البحثية. ویشجّع الطلاب الذين يعتزمون تطوير مهاراتهم البحثية، والمهنية، وتعلم تقنيات جديدة ومتابعة الأبحاث المتقدمة كخيار وظيفي لمستقبلهم و مستقبل بلادهم من خلال منحهم فرصاً ملائمة متاحة على المشاريع المعتمدة. وعنایة بأنها فرص وظيفية، يتطلب قوانين وتوجیهات خاصة ولوائح مالية لتنظيم عملية توظيف المستفيدين من البرنامج، وعلی اللجنة أن تتخذ إجراءات وتضبط قواعدها وتعكف على دراستها وتحديدها.
وبإمکان المکتب أو لجنة الجامعات والمراکز البحثیة، الإستفادة من الكراسي البحثية في أرقى الجامعات ومؤسسات التعليم العالي العالمی وأن تعمل على غرارهذه الجامعات المرموقة ومؤسسات التعليم العالي بهدف تعزيز دور البحث العلمي في تحقيق التميّز والتقدم العلمي لرفع المستوی العلمی فی جمیع المجالات.
کما أنه یحتاج إلی حسن النیة، وحسن السلوك، وحسن التعبیر، وحسن التفاهم من قبل الأستاذ المشرف أو المؤسسات أو الجامعات و الخبرة والقدرة العلمیة مع حسن الحظ وبکامل حسن النیة من ناحیة الطالب والباحث وحسن التفاهم بینهما وأخیرا ضمیر علمیّ عالمیّ.
وهنا نذکر من نشاطات و اهتمامات بعض الجمعیات فی هذا الصدد. علی سبیل المثال؛ سنة 2002 وضع ألیسون رید حجر الأساس لجمعیة وطنیة طلبة پست داك فی واشنطن، وکان القصد وراء ذلك إتخاذ إجراءات خاصة لتنسیق الجهود وتنظیم الأهداف وتوفر بنیات ضروریة وتحتیة لتوحید حقوق طلبة پست داك فی کل أنحاء بلاد أمریکا. ولکن المشکلة الأساسیة لهذه الجمعیة هی التعامل مع المؤسسات المتعلقة بپست داك لمراقبة مسیرة العلاقات لتحسنّها.
[8]
والمشکلة الأخری أن معظم الجامعات مع الأسف لیست عندها معلومات موثوق بها حول طلاب پست داك الموجودین فی هذه المرحلة الدراسیة. علی سبیل المثال هی لا تعرف:
– کم عدد طلاب پست داك؟
– منذ متی هم مشغولون فی الجامعة؟
– ما مدی تأثیرهم فی الخطط والمشروعات؟
– وما هو کیفیة أداء الرواتب ومیزان المدفوعات؟
وفی هذا الصدد، سنة 2004للمیلاد قامت منظمة زیغما بالعمل بغیة الحصول علی جمع المعلومات حول طلبة پست داك الموجودین فی أمریکا. ونشرت المنظمة الوطنیة للصحة
للأساتذة أحکام الإجراءات وأعلنت بأنه من المفترض أن تربو الرواتب الأساسیة الأولیة لپست داك علی 45000 دولار فی کل سنة و طبعا أن تحیط الجامعات والمؤسسات علما بهذه التعدیلات. کذلك لابدّ للمؤسسات من إیجاد الدوائر والمکتبات الخاصة لإجتذاب الطلاب والمرشحین وإتخاذ التدابیر اللازمة مراقبة علی أعمالهم وشؤونهم. [9]
وفی النهایة، جدیر بالذکر علی رغم من أن وجود پست داك کمرحلة من المراحل الدراسیة فی الدراسات العلیا ضروری، ولکن مع الأسف لم تتخذ إجراءات سواسیّة لفضّ الخلافات والمشاکل الموجودة بین المتداعیین – طالب پست داك والمؤسسة أو الجامعة، أو الأستاذ المشرف-، مع أنه وضعت سیاسات قصیرة الأمد بمقتضی الضرورة، ولکنها تتعلق بمؤسسة خاصة أو جامعة وحتی بمختبر خاص وهذه المشاکل أدّت إلی بثّ بون شاسع فی المواضع المستخدمة فیها طلبة پست داك ولاسیما فی الرواتب والأجور ونسبة التعالیم والمستوی العلمی للأساتذة الذین یختارون للإشراف وحتی مستوی دخلهم.
کما أننا نری أحیانا کثیرة أن طالب پست داك یقع فی موقف مثیر للإستغراب ما بین الطالب وعضو هیأة التدریس فیرتبك ویحس بالإیجاس والبلبلة. و کذلك نسمع مع الأسف أخبارا سیئة عن المختبرات والمؤسسات أن طلابها فی تنافس مریر یقعون فی أسوأ الأحوال، یصطفـّون کالأعداء علی الخطط والمشروعات العلمیة المبحثیة لیتمتعوا بموقع متمیز ویحتفظوا بمصداقیتهم وحیثیة المؤسسة أو الجامعة. ولکن یجعلون أنفسهم وموقف المختبر والمؤسسة فی غایة الخطورة وفی ظروف عصیبة ومتأزمة.
الملاحظات والمقترحات
من الضروری لطالب الدکتوراه الذی یستعد لمرحلة پست داك أن یقوم بالبحث عن مکان یناسبه قبل سنة أو سنة ونصف قبل أن یتخرج؛ لأن أخذ المنحة الدراسیة یحتاج إلی زمن طویل وکما أنه لا بد من أن ینتظر للدخول إلی المختبرات العالیة و المراکز المبحثیة القویة ردحا من الزمن.
وإذا تبحثون عن فرصة ملائمة لقضاء مرحلة مابعد الدکتوراه إن الإنترنت أفضل وأسهل طریق لکی تقتنصوا الفرص المناسبة السانحة وکذلك بعض المجلات المتخصصة فی هذا المجال والمواقع الإلکترونیة ستساعدکم أیضا وکذلك هناك أحیانا شواغر مهیأة تدعوکم وتنتظرکم فی منتهی کل سنة فی بعض الجامعات و المؤسسات والمختبرات، علی کل حال فلتعرفوا أن من جدّ وجد. وعلی رغم التنافس المریر فی العثور علیها، فلیس الموقف فی غایة الخطورة ولم تصلوا إلی طریق مسدود.
إن عملیة إختیار الأستاذ المشرف فی مرحلة ما بعد الدکتوراه من أهم إجراءات یتخذها الباحث أو الطالب فی حیاته الدراسیة. فلیراجع مختبره وإذا لزم الأمر تکلم مع الطلاب علی الإنفراد وعلی الأرجح مخصّصا حول الإمکانیات الموجودة فی مختبره وشخصیته وأنه ینفذ تعهداته حیال کل شیء أم لا؟ وبعد ذلك یبحث ویعمل هناك فی أسوأ الأحوال، بطیبة خاطر فارغ البال. ویمکن للطالب أن یبحث عنه فی الشنکبوتیة والمواقع الإلکترونیة والإسهام فی المؤتمرات وورشات العمل و التعرف علی الإختصاصیین الخبراء فی المجال بعینه. و ألا یختار الطالب الأستاذ حسب الرواتب والأجور التی یأخذ منه بل لیختاره حسب إعتباراته العلمیة العالیة ذا کفایة ممیزة وحسب خبرته.
من المستحسن أن تکون إدارة أبحاث للمراقبة علی المشروعات والبحوث وأن تقوم بإنشاء كرسي الوقف العلمي لدعم أبحاث جامعیة وتغطیة مالیة و أن تشرف علی کلفة المشروعات بکل معنی الکلمة. ويقوم مفهوم المقترح على رفع مستوى البحث العلمي وأنشطة البحث والتطوير في الجامعات ومراکز الأبحاث والمؤسسات من خلال تجميع رؤوس الأموال لدعم وتمويل الأبحاث المتقدمة التي تتطلب مصادر ضخمة لتحقيق نتائج ذات أهمية عالمية. وتتلاءم مع خطط التطوير والتنمية للمجامع العلمیة العالمیة لتکون أکثر فاعلیة ونامیة.
وبما أن التقدم البحثي مرتبط بشكل مباشر بالخدمات المؤسسية وتوفر المصادر فی شتی نواحیها، فلا بد أن تنظر الإدارة لما وراء مخصصات الميزانية السنوية للبحث العلمي عبر تطوير مصادرها والإكتفاء المالي الذاتي من السلطات العلیا ذوات الشأن.
ويعتمد کما أن هذا المقترح – كرسي الوقف للبحث العلمي- على هذا المفهوم ستتيح لقطاع ومراکزالأبحاث الفرصة للشراكة والتعاون مع الذین یمنحون التغطیة المالیة لتطوير الأبحاث العلمية على رفع قدراتها البحثية وفتح قنوات تقديم الدعم والمساعدات لتحقيق أهدافها المتنوعة المتمثلة في الأبحاث المتقدمة، ونقل التكنولوجيا، وتبادل التقنیات الحدیثة، والخبرات العالمية، والبنى التحتية ذات المقاييس العالمية العالیة والتبادل العلمي واتخاذ الإجراءات اللازمة فی أقرب وقت ممکن و بالتالی تقدم العلوم المختلفة وإزدهارها فی مراحل الدراسات العلیا ولاسیما هذه المرحلة المعنیة؛ مرحلة پست داك.
وإذا تم الموضوع بهذا الشکل، فينضم الباحث وطالب پست داك لفريق المشروع البحثي كباحث مشارك لمدة محددة مع الحصول على المكافأة والإکرامیة مهما کلّف الأمر.
وهذا طبعا سیدخل فی حیّز التنفیذ، إذا تشکلت لجنة المكتب التنفيذي في إدارة الأبحاث تتولى دراسة الجوانب العلمية والإدارية والقانونية لهذه البرامج. وتمهد الطريق لمرور البرامج عبر المراحل الإدارية والقانونية اللازمة، كخطوات تمهيدية تطبيقیة تنفيذیة في المستقبل القريب.
إذن، من الضروری إقامة دوائر ومراکز مساعدة لدعم شامل لطلبة پست داك وتزاید المنظمات المالیة آخذة فی المیزانیة المبحثیة والمنح الدراسیة والتغطیة المالیة. کما أنه فی سنة 2000 للمیلاد ضبطت الجمعیة الوطنیة للعلوم والهندسة والسیاسة العامة قواعد إجراءات لتزاید رواتب طلبة پست داك بحیث أدّی ذلك إلی نشاطات بناءة حرکیّة نامیة.
وفی النهایة، من الطبیعی بأن مع الإحتفاظ بهذه الأصول والقواعد و برؤیة أدقّ وأعمق، نستطیع أن نفهم ما هو فی صالح طلبة پست داك وما هو فی صالح المؤسسات والجامعات وأخیرا ما هو لصالح العلم وإزدهاره؟
فهرس المراجع والمصادر
- .http://www.nationalpostdoc.org/postdocs
- . National Research Council (NRC), Enhancing the Postdoctoral Experience for Scientists and Engineers (National Academy Press, Washington, DC, 2000).
- . Schatz G. Jeff’s View on Postdoc. FEBS Letters 2004; 568: 1–3.
- . Singer M. The Evolution of Postdocs. SCIENCE 2004; 306: 232.
- . Editorial, Nature genetics 2, 35, 2003, 105
- . Benderly B.L. Science’s Next Wave, 2004; http://nextwave.sciencemag.org/cgi/content/full/ 2004/05/05/1.
- . Haak L. Science’s Next Wave, 16 Aug 2002; http:// nextwave.sciencemag.org/cgi/content/full/2002/08/13/1.
- Feist, G.J, Gorman, M.E. Rev. Gen. Psychol. 1998; 2(1): 3.
Farhad Divsalar - PH.D
Department of Arabic Literature’ Karaj Branch’ Islamic Azad University’ Karaj’ Iran