الاثنين ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤

مروة كريدية تُلوِّن الكتابة الفلسفية بالشعر والسرد

أهدت الكاتبة مروة كريدية أحدث إصداراتها لثلة من المثقفين والكتاب على هامش الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي اختتم اعماله أمس وشهد استقطابا فكريا وثقافيا بارزا في دورة تُعد الاوسع له منذ انطلاقته قبل 33 عاما .

وتتناول معظم اصدارات الكاتبة القضايا الفكرية والفلسفية الحديثة المتضمنة في الوقت عينه خواطر شعرية و قصص سردية قصيرة ، مما يجعلها مرغوبة عند شريحة واسعة من القراء .

و في لقاء لها مع بعض الاعلامين والصحفيين اشارت كريدية الى انها تنتقي قارئها بعناية مؤكدة الى ان العمق الفلسفي والفكري يجعل من اصداراتها بعيدة عن المتعة لذلك فهي تعمد الى إضفاء البعد الأدبي والفني على النص الذي يلطف المعنى بقالب إبداعي، حيث انها لاحظت خلال عملها مع طلبة الجامعات الى ان سرد بعض الاحداث العملية بقالب قصصي قصيرللاستدلال على فكرة او نظرية فلسفية تجذب القارئ والمستمع على حد سواء، اذ ان المتلقي ممكن ان ينسى "النظرية " بعد وقت ولكن لا ينسى القصة الطريفة التي تبقى عالقة بذهنه اعواما طويلة .

وردا على سؤال لها حول كيفية ادارج بعض الخواطر الشعرية في الاصدارات العلمية التي تتناول قضايا فلسفية يبعدها عن المنهجية ويجعل الناقد محتارا حول توصيف الاصدار وتجنيسه أدبيًّا قالت :" اعتقد انه من الابداع ربما ان تنتقل بالقارئ من نظرية لنتيشه حول الانسان الى أبيات شعر تشرح الفكرة او بسرد قصة قصيرة تتضمن حكمة بحيث تكسر رتابة الموضوع " مضيفة :" الى ان القارئ قد لا يلمّ بالشرح الفلسفي لنظرية وحدة الوجود عن ابن عربي على سبيل المثال بينما ممكن ان يترنم بقصيدته الذي يختمها بالقول " أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجَّهتْ رَكائِبُهُ فالحُبُّ ديني وإيماني" وهذه الابيات التي لحنها وغناها عديد من الفنانيين تلخص نظرية قد يحتاج مناقشتها لبحث طويل . مشيرة الى ان علماء العرب نظموا نظرياتهم والاحكام القضائية والفقهية كلها بقصائد ليسهل حفظها ك"ألفية ابن مالك التي تعد مرجعا في علم النحو .

وانتقدت مروة كريدية النخب الثقافية والاعلامية معتبرة انها غير فعالة وهي تدور في فلك "اسماء معينة " وتعتمد على " نجوم الثقافة " الذين يتكرر وجودهم في معظم الفعاليات والشاشات الاعلامية . مؤكدة الى انه على الرغم من اهمية تلك الاسماء والاشخاص غير ان معظم المثقفين شبه منقطعين عن عالم "الشباب" على خلاف مرحلة ستينيات القرن الماضي حيث الشباب كان محرك الفكر والتغيير وكانوا على تماس مباشر بالمفكرين والفلاسفة .

واختتمت حديثها بنفس انساني معتبرة ان الطمأنينة والسلام والمحبة لا تولد الا بقطيعة مع منطقنا البائس وابداع ادوات فكرية ترقى بنا نحو افق كوني قائلة "ونحو النور أُطلق قلبي ، عند عين الشمس ، لأولد في نون المحبة "
الجدير ذكره ان للكاتبة العديد من الاصدارات منها فكرعلى ورق، واستراتيجيات الامل في عصر العنف و عواصف النسيان وأحدثها حوارات وآفاق .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى