السبت ٢ تموز (يوليو) ٢٠٢٢
بقلم هيثم نافل والي

مقصلة

ما أن خرجوا من قاعة المؤتمر حتى بدأوا يتهامسون ويتغامزون ويبدون ملخص آرائهم بأن المؤتمر كان فاشلاً جملةً وتفصيلاً، ولا يستحق عناء الحضور وقضاء الوقت هكذا على جلسة خائبة، تافهة خاصة فيما فشل في تقديمه رئيس المؤتمر الذي وجدوه متعجرفاً، مغرورا ومتكبرا.. وفي هذه الأثناء وعندما كانوا يسيرون في الطريق وهم يرددون سمومهم القاتلة ألتقاهم رئيس المؤتمر فدعائهم لبيته للمسامرة ولشرب الشاي والقهوة تقديراً لحضورهم الجلسة.. أبدوا رغبتهم بكل سرور، عبروا عن امتنانهم وشكرهم له، وبالفعل كانت أمسيتهم جميلة، امتدحوه فيها وأطروا عليه وأغرقوه بكلمات المديح والفضل والشجاعة، وهو بدوره لم يسكت عن قصفهم بجمل رائعة جعلتهم يصدقونها وينتفخون بالكبرياء حتى كادوا ينفجرون لكثرة ما ردده بحقهم.. وما أن خرجوا حتى جمع عائلته وخدمه وهو يفرك شاربيه بنبرة غامضة وكأنها تعود لشخص ستوافيه المنية بعد دقائق:

 لقد عاشوا هؤلاء طوال حياتهم على النفاق وسيموتون بكل تأكيد على الرياء، ثم ختم خطبته البتراء بقوله: أنزلهم الله في الطبقة السابعة من جنهم غير مأسوف عليهم!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى