

من جنيات شومان إلى طقوس الحانة
بخورٌ.. بخورْهنا في يديك يُصلي المحارُ وتُعطى النذوربخورٌ.. بخورْوبعضُ الكؤوسِ توسدُ أنفاسَها في حبوربخورٌ.. بخورْسقتك القناني ومالت عليك بأنفاسِ نورْ
هكذا استهلت عريف الأمسية الشعرية الناقدة السعودية/ سماهر الضامن تقديمها للشاعر السعودي/ زكي الصّدير صاحب ديوان (جنيات شومان) في الأمسية التي أقامها الملتقى الأهلي البحريني في حضور مهيب ولافت جمع طيف من الأكاديميين والشعراء والنقاد ونحن على أبواب أعياد الميلاد.
قرأ الشاعر الصّدير قصائد من ديوانه الأول يا سند، جنيات شومان، الجو شمس، سلال الشهيد، شبهة الماء. وأدخلنا لطقوس الجن والرمزية في اشتغال مغاير عن مجا يليه، وقرأ من ديوانه قيد الطبع "حانه" وهم، نافلة، صديق، نداء.
من قصيدة (وهم):
إنه واهمٌ في اللقاءْفالمسافةُ بينَ النبيذِ وطوقِ الغوايةِ نافذةٌوالدروبُ لها تتشهّى الوصولَفلا... أملٌ في اللقاءْ!لم يكن يشتريفالحقولُ بكلتا يديهِ مراوغةٌويسلي فساتينها بالهداياويعرفُهاأيحزنها أن تطالَ يداهُ السماءَلتقطفَ ما ذابَ من نجمِها... غيمةًنُذرتْ للفضاء؟؟!
ثم اختتم بقصيدة (مساؤك عشق يا سكر)، كان كل هذا بمصاحبة العازف السعودي الفنان/ محمد الحلال وهو فنان مسرحي تخطفه العود حتى عشق أوتاره، شنف مسامعنا لعزف لأم كلثوم في مقاطع رائعة صفق لها الجمهور مرارا. واختتمت الأمسية بتقديم الضامن لصبية سعودية لتغني نص (غريبان) مشاركة مع الحلال فكانت مسك الختام الذي ادخل الحضور في دهشة لأمسية سعودية ناجحة بامتياز ومغايرة في الطرح والمضمون أكد الصّدير انه شاعر معاصر استطاع أن يخلق لغته الخاصة به دون تحديد لهوية القصيدة وشكلها، فبرع في النثر والتفعيلة وكان متألقا في العمودي، كما انه اقترب من ذاته أكثر بشكل ملحوظ في اشتغاله الجديد.
من قصيدة حانه:
نسيتُك حينَ شربتُ الأغانيوغنيتُ كأساًودارَ الفَلَكْوطافَ عليَّ صبُوحُ المُدامِأضعْتُ الجوابَ لكيْ أسأَلَكْسأبدَؤها ميتاً ثمَّ حيَّاوأجعلُها شَبَقاً... هيتَ لَكْ
أسدلت الضامن الختام مذكرة بأن الصّدير الذي ولد في القطيف عام 1975م يترقب إصدار ديوانه الثاني " حانه " مع بداية العام الجديد، متمنية للحضور عاما سعيدا.