من وحي الليل..
كانت ساعات الليل القصيرة كافية لإثارة شرودها الطويل، والبوح لأول خيط أسود في عتمة الكلام عن حجم الصمت الذي يسكنها.
أغمضت عينيها قليلاً..لترى صديقها أمامها...
سعيدة ليلتك صديقتي، كيف حالك؟؟
وبين السعادة والصداقة بدأ الجدل الليلي..
أنا يا صديقي كما عهدتني تلك النجوم أساهر ليلتي وأحكي للقمرمن شعري الأسود ثوباً من القصص، تكتمها النجوم عن مسامع الصباح القادم.
أنا يا صديقي في فضاء الشعر أقيم مملكتي، وبيدي مفاتيح أبواي القصور، أفتح نافذتي الصغيرة لأتعمق في نفسي فأجد
نوافذ الكون الكبيرة قد ضاعت في مدن الظلام الزاحفة إلينا.
ألجأ إلى الليل لأجد وحدتي ورومانسية لونيوربما شيئ من رائحتي ونكهة أحلامي، وتراني أعشق الهدوء لأكتشف المعنى الكبير للضجيجالذي يحتل فراغات أيامنا.
نعم يا صديقي..أنا كما عهدتني أعشق الليل لأكتشف معنى اللون الحاسم الذي لا يحتاج إلى مزج مع الوان الكون الأخرى ليعبر عن حزننا,ذاك هو معنى السواد في لوني القاتم، وأحب اللون الحاسم الآخر وهو اللون الأبيض ربما لأنهيشبه ياسمينتي البيضاء، وبين الأبيض والأسود تبدأ أكاذيب الآخرين من حولك ولكن..بتدرج ألوان.
وتبدأ أنت يا صديقي تكتشف معنى الحياة وتتعلم الرسم -على الأقل-لتبهر نفسك في مرسم حياتك القادمة.
الله ...أنتِ كما عهدتكِ يا صديقتي مبدعة حتى في رد السلام.
لابل يا صديقي أنا....مجرد أني أكتب.
ربما يظن البعض من حولك انهم أذكياء وقادرين على تفهم ماتسطره من مشاعر على أوراق الشرايين المفتوحة لتنفس الحب، ويظنون أنفسهم قادرين أيضاً حتى على تتبع أقلامك ومعرفة نوع الحبر الذي يتلون به شريانك، ولكن للأسف هم لايدركون شيئاً عن حقيقة ان من يمتلك موهبة الكتابة ماهو إلا نبي على قوم من الحروف المتمردة، وهذه نعمة ميزه الله بها عن غيره.
هم لايعلمون يا صديقي بأننا عندما نكتب لانمسك بأقلامنا وإنما نكتب بأصابع القدر..
وفجأةً يعبرها صوت الهاتف الجوال لينبهها إلى أن الصباح قد طرق أبواب النهار.....فتصحو من ليلها الجميل إلى العمل.