الخميس ٨ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم
موسِمُها الكَرْنَفال
جاءتنى ..تَرْفُلُ فى الدَّلِّ ، وفى التِّيهِ ، وفى النَّجْوىتسبقُها أطيافٌ مِن فيضِ البِِشْرِ ،وأسرابٌ مِن أطيارِ البُشْرَى ،واحدةٌ تُسْتَثنَىفى روْعَتها الـ " تَنْدَاحُ " حَوَاليْهَا ،إذْ تخطوتتثنَّى ،وكأنْ تخطو فوقَ الموجِ ،أو لكأنْ تعْبُرُ خَطَرَا ،أو لكأنْ يزَّاحَمُ قُدَّامَ مسيرتِهاجيشٌمِن عشَّاقٍ يَصْطَرِعون عليها ،والمغيراتُ صُبْحًا وعصْرَا .أو لكأنْ تتفَلَّتُ مِن غابةِ النَّازِحينَإلى مرجِها العَسْجَدِىِّعِشَاءً وفجْرَا .آهٍ .. لو مُتِّعتَ على مَهَلٍ بالنَّظَرِ إلى مِشْيتِها ؛لانشرحَ الصَّدرُ ،أو انفطَرَ مِن اللوعةِ وجْدَا ،وانْتَفَضَتْ روحُكَ مِن مَكْمَنِها ،وانطلَقَتْ تصطافُ ...انطلقتْ سكْرَى .آهٍ .. لو أيَّدَك القدُّوسُ بمعجزةٍ كُبْرَىومددَّتَ إلى أغصانِ مفاتِنها يدَّا ..... لو مَتَّعك اللهُ ببسمتِها ،أو يُسِّرْتَ لملمسِ خدَّيهالصعدتَ إلى الفردوسِ الأعلَى ،ونهلتَ من الكوثرِ شَهْدَا ،تسْبِقُكَ الفرحةُ ، والأشواقُإلى روعةِ ثغْرٍيا الله .. إذا تلثمُهتَسْتَافُ الوردَ... لو مُلِّكتَ مفاتيحَ القلبِ ،فقَدْ مُلِّكتَ – على عجلٍ –فى الدُّنيَا مَلِكَا ،وبدَّدتَ مِن التِّهْيَامِ ، ومِن نجوى الليلِ ،ومِن تِيهِ غوايَتكَ المُلْكَا .آهٍ .. لو تصْعَدُ عيناكَ إلى عينيها ؛تعْرُجُ فى مِعراجِ سماواتٍ سَبْعٍوتعاينُ ما أنْزَلَه الله على الملَكَيْنِببابلَ سِحْرَا ،وتسافِرُ فى مَلَكُوتٍ عُذْرِىٍّ تَيَّاهٍ ،لا تدرى إن كنتَ تفِرُّ إلى سِدْرَتِهاأو كُنْتَ تكرُّ إليها كرَّا .آهٍ .. لو يُدْنيِكَ القلبُ ؛فقد أُجْلِسْتَ على عرشِ مَمَالكِ بلْقيسٍأو مُلِّكْتَ حدائقَ بابلَ ،أو مُكِّنْتَ مِن القدِّ الفوَّاحِفقد مُلِّكْتَ حدائقَ غُلْبَا .تُمْنِيكَ من اللوزِ الحولىِّومِن جَوْزِعسلىِّوتَخُشُّ مواسمَها ؛تقطفُ ما يَدْنووتُمَرِّغُ خدَّيْكَ وكفَّيْكَعلى سندُسِها الأبـَّا ،وهنالكَ يبدأُ موسِمُكَ القمرىُّوتستنشقُ رائحةَ البحرِ الأبيضِريحًا صبَّا ،ويداهِمُكَ المدُّ ؛ فتبْحِرُ ،يحْدُوكَ الطَّيرُ ، وأجنادٌ لا تُدْركُها ،وتَكِبُّ على وجهكَ كَبـَّالا تدرى إن كان البحرُ عصيًّاأو كنتَ - على عصيانكَ -تُبْحِرُ طوعَا ،تتمنى أن تتأبدَ فى رحلَتكَ اللُجْبَى ،لا تسألُ : أيَّانَ المَرْسَى ؟تمضِى ..لمساءاتٍ أخرى ،وشواطئَ أخْرَى ،يسكُنُها اللؤلؤ والياقوتُوأصدافٌ أخرى ...تتقافَزُ حوْلَيْكَ جَآزرُها ،وأيائِلُها ،وأرانبها ,فوق الكُثْبَانِ النَّاعمةِ الحَرَّىيتموسَقُ هذا الكونُ إذا تَرْسُو ،ينْفَرطُ إذا تنفرطُ جدائلُهاغُدْرانًا ،وخمائلَ ،ومُرُجًا خضْرَا ،وتَرِِفُّ طيورٌ ، وفراشاتٌ حَوْلَيْكَتَسْتبدِئُكَ الرقصَ ،وتستَفْتِحُك النَّشوة ،وتجئُ غزالاتٌ سَكْرَىتسْتَبْديِكَ - على عجلٍ -خَمرَا .وهنالكَ تزهو فى موسمِكَ السِّحرىِّالـ " يتوهجُ " بالخَوخِوبالعُنَّابِوبالـ ......تهتفُ : يا بُشْرَى !.جاءتنى ..ترْفُلُ فى الدَّلِّ ،وفى التِّيهِ ،وفى النَّجوَىواحدةٌ تُسْتَثْنَى ،،،،،،