الخميس ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٣
بقلم
مُحَامِي الشَّعْبِ
في رثاءِ الصديق والأخ والمُحَامي الكبير الأستاذ... سليمان الياس سليمان... ( أبو عصام) في الذكرى السنوية على وفاتة
يا رفيقي نحوَ السُّهَى والمَعاليُخضتَ طولَ السنين دربَ النضال ِوَلِدَمْع ِ الضِّعَافِ مِنْ أجل ِ حَقِّكم َطوَيْتَ الدُّنَى بحربٍ سَجَال ِمَعَْلمًا كنتَ في طريق ِ كفاحِ...يا أبِيًّا قد ضَمَّ أسْمَى الخصال ِقَُدْوَة ٌ أنتَ للمحامينَ تبقىللطريقِ ِ القويمِ خيرَ مثال ِ..أنتَ أستاذي، ُمرشدي وَمناريفي خِضَمِّ الحياةِ نحوَ الكمال ِويراع ٍ كرَّسْتهُ للهُدَى والالنورِ.. دومًا يشعُ مثلَ اللآلي بكتاباتٍجَسَّدَتْ وضعَنا...عَاَلجْتَ فيها ما كانَ من إهمال ِوحديثٍ ينسابُ شدوَ َكنار ٍهو زادُ النفوس ِ دونَ ملال ِكم قضايا كسِبتهَا بكفاح ٍوحقوق ٍ أرجعتَ رغم المُحَال ِخضتَ دربَ الحياةٍ...في كلِّ عزم ٍلا تبالي لنائياتِ الياليوقطعتَ السنينَ كدًّا وجُهْدا ًأنت لم تحفلْ بالضَّنَى والكَلال ِكم فقير ٍ وبائس ٍ وحزين ٍفيهِ أنعشتَ الروحَ بعدَ الذبال ِكلُّ مظلوم ٍ أنتَ سَانَدتهُ ، لاتتوانى عن حقِّ ذات الحجال ِانتَ رُكنُ الضعافِ ثمَّ المساكينَ …وعنهم بَدَّدْتَ من أهوَال ِوقضايا التأمين ِ أنت لقد ُكنْتَ لها خيرَ ذائِدٍ في النزال ِإنَّ معنى الاباءِ فيكَ تجلَّىقِيَمٌ قد فاقتْ حدودَ الخيال ِوكلام ٍ كالدُّرِّ عذبٍ جميلٍقولُكَ الفصلُ فاقَ كلَّ مقال ِأنت للعلم ِ شعلة ٌ من ضياءٍفيك تعلو الصروحُ دونَ اختلال ِكنتَ شيخًا وللمحامين من دُون ِ مِراءٍ ألبِسْتَ ثوبَ الجلال ِومنارَ الاجيال ِ نهجًا وفكرًافيكَ ما قد نرجُوهُ من آمال ِوخبرتَ الحياةَ طولا ً وعرضاووزنتَ الامورَ أحسنَ حال ِكنت تمحُو عَن فكرنا كلَّ حزن ٍوتُلَبِّي في الحقِّ كلَّ سؤال ِللمدَى أستاذ ُ المحامينَ تبقىلا ُتجَارَى في القول ِ ثمَّ الفعال ِولاجل ِ المبادىءِ الذدْتَ عنهاقد بذلتَ النفيسَ من كلِّ غال ِقيمٌ قد حاربتَ من أجلِهَا دَوْمًا طوالَ السنين دونَ اختزال َِوأنرتَ الطريقَ في كلِّ خطبٍأنتَ حَطَّمتَ سائِرَ الاقفالِ ِوزرعتَ البذارَ في أرض شوكٍكان خِصبًا قد فاقَ كلَّ غلالِ ِكنتَ في صالاتِ المحاكم ِرِئبَالا ً َجسُورًا.. بُوركتَ من رئبال ِأنت لم ُتغركَ الوظائفُ حتىمنصبَ القاضي عُفتَ بعدَ نوال ِوتعلَّمنا منك كلَّ إباءٍ...كيف نبغي الصعودَ نحو الأعاليإنها الدنيا في ثيابِ رياءٍزيفها يُغرينا بكلِّ مآل ِ أنت عاركتها صغيرًا وكهلا ًوَعَجَمْتَ الأيامَ في استبسال ِكنت لحنا ً مدَى الحياةِ جميلا ًيتهادى باليُمن ِ والإقبال ِطلعة َ الفجرِ في ُمحَيَّاك نلقىونشيدَ الخلودِ في استرسال ِأنتَ صوتُ الضميرِ في زمن ٍقدعزَّ فيهِ صوتُ الضميرِ المثاليأيٌّ مجدٍ ومن سَناكَ َتجَلَّىلم يُعانِقْ ثغرَ الظبى والعواليأنتَ روحُ التجديدِ في الفكر والإبْدَاع ِ..والغيرُ ظلَّ في الأسْمَال ِقد عشقتَ الفنونَ من كلِّ لون ٍوتذوَّقتَ الشعرَ دونَ ابتذال ِ إنَّ شعري أحببتهُ بهيام ٍوهو يختالُ في ثيابِ الجمال َِفسَلكتُ الجديدَ َفحْوًى وفنٌّاوتركتُ الرديئَ... بلْ كلَّ بال ِوأخذتُ العروضَ ثوبًا مُوَشًّى ِليَضُمَّ الجمالُ كلَّ مَجال ِنحنُ عصرُ التصنيع ِوالتيكنلوجياليسُ يُجدي الوقوفُ بالأطلال ِأنتَ أستاذي في انطلاق ٍوفكر ٍ عنكَ فكري هيهاتَ يومًا بسال ِإنه ُ الموتُ غادرٌ وغشومٌهَزَّنا الموتُ بعدَ راحةِ بال ِما لِمَخلوق ٍ أن يَرُدَّ المنايافمصيرُ الأحياءِ نحوَ الزوال ِلو بإمكاننا... بذلنا جميعًاكلَّ ما نقتني منَ الأموال ِقطفَ الموتُ كلَّ زهرةِ روض ٍلم يُفَرِّقْ ما بينَ عمٍّ وخالِ ِإنَّ أيْدِي المَنون ِ لا تتوانىأخذتْ نبعَ الفكرِ خيرَ الرجال ِيا صديقي أبا عصام ٍ وداعًابدموع ٍ جَرَتْ كنبع ٍ زلال ِقد فقدناكَ في شموخ ِ عَطاءٍفانطوَى سفرُ العمر ِ قبلَ اكتمال ِقد فقدنا بفقدِكَ النورَ والإشْرَاقَ والعيشَ الحلوَ.. بعد انذهال ِوتركتَ الأصحابَ في ثوبِ حزن ٍومُحِبُّوك فوجِئوا بارتحال ِكلَّ حزن ٍ يبيدُ يومًا وذِكرَاكَ ستبقى مدى الدهورِ الطوال ِأنتَ حيٌّ في كلِّ خفقةِ نبض ٍأنتَ فينا رغمَ الخطوبِ الثقال ِلم َتمُتْ لا... ذكراك دومًا ستبقىخالدٌ أنتَ في جميل ِ الفعال ِكنتَ نهرًا مِنَ العطاءِ غزيرًاكم ُسقِينا من مائِهِ السَّلْسَال ِوكنوز ٍ تركتَ من كلِّ لون ٍللمدى... بالإبداع ِ والاعمال ِفإلى جنَّةِ الخلودِ انتقالا ًمع جميع ِ الأبرار ِ في الأحمال ِأيُّهَا الرَّاحِلُ المُقيمُ سلامٌقد تركتَ الأحبابَ في بلبال ِأنتَ في فردوس ِالجنان ِخلودًاوالدُّنَى ما زالتْ بقيل ٍ وقال ِلن أقولَ الوداعَ... بل انتَ حيٌّمع جميع ِ الأحرار ِ والأقيال ِخالدٌ أنتَ في أريج ِ دياريخالدٌ للمدى خلودَ الجبال ِوستبقى طولَ الزمان ِ منارًافي بلادي َوقِبلة َ الأجيال ِ