الاثنين ١٦ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم
مِـعْـرَاج
يـا مَـن بـحضنِ جمـالِكِ المسحـوقِ | وطـنٌ يُـؤَذّن معلـنـا تـطـويـقـي |
وطـنٌ تـلُـوحُ علـى مَـدَى بصمـاتِه | مِنّي الجـذورُ فـيستـثـيرُ بَـريـقِـي |
يـا مَـن بـحضـِنكِ كلُّ مـا أمَّـلتُـه | مُذْ جـئتُ فـي فَـلِـكِ الحيـاة طَريـقِي |
دِفْءٌ.. وحِــسٌّ مُـرْهَـفٌ.. وطـلاوةٌ | وطقوس حُـبٍّ شَـعْشَعَتْ تـَشويـقِي.. |
وقَـدَاسـةٌ جـفَّت خُطَـى عُمري لهـا.. | فالآن ضـخَّت بـالـدِّمَـاء عُـروقِـي |
يــا أعـظمَ امـرأةٍ لـجأْتُ لِـظلِّـهـا | مـن بعد مـا أَلِـفَ النّـَوى تَـمْزِيـقِي |
قَسَماً.. لِحِضنِـكِ أنجـلِي شـمـساً أنـا | أنـوِي عـلى كلِّ الـوجـودِ شُـروقـي |
أجـتـازُ أَوْدِيَـةَ السَّـمُـومِ مُـهاجـراً | للـذات أَنْـشِـبُ في الـذُّرَى تَحْدِيـقي |
لا تـتـركـيـنـي ذاهـِلاً ومعـلَّـقـاً | فـي حدِّ حـبـلِ الـوقـتِ كالمشنُـوقِ |
أَرْنُـو إلـى وَضَحِ المتـاهـاتِ الَّـتِـي | حَـبَسَـتْ علـى ضوء المرورِ شَهِيـقِي |
أنا لُغْزُ هـذا الـكـونِ يـا عَـرَّافَـتِـي | فَلْـتَشْرَحِـي للعـالَمـيـن بُـرُوقِــي |
فُـكِّـي الـذي لـمْ يستطـيـعـوا فَكَّهُ | عن سَـائِسِ الأبْقـارِ.. حَـادِي النُّـوقِ |
وإذا اشْتَهَى الـتـاريـخ كـشف هُوِيَّتِي | فـأنـا سلـيل عُـرُوبَـةٍ إِفْـرِيــقِـي |
عُمْـرٌ تـعلَّـقَ فـي مـشـارف أُفْـقِهِ | وحـضـارةٌ تـمـتـدُّ لِلْـفِـيـنِـيـقِ |
أَدمَـنتُ لـلإنسـانِ عـشـقـا ثـائـرا | لأُعـيــدَ دِفْءَ سـلامِـهِ المـسْـرُوقِ |
هَـذَا أنـا..كـل انـكـشَافـاتِـي رُؤًى | تـرتـادُ فـوق المـستحيـل سُمُـوقِـي |
فرحـابُ أحـلامِـي فَضَـاءُ تـخيُّـلِي | وبُـرَاقُ معراجِ الـرَّسـول رَفِـيـقِـي |
فاستبشري حُـبًّـا.. ولا تـستـهْجِـنِـي | أنْ هَـزَّ أركـانَ الـمـدَى تَحـليـقـي |
كـونـي علـى قَـدَرِ احتمالاتِ الجَوَى | أمـلاً تَـلأْلأَ فـي ظـلام الضِّــيـقِ |
لا تـعْـبَسِي في وجه نَوْرَسِكِ.. ابْسَمِـي | فـأنـا يغـيضُ إلـى زُلاَلِـكِ ريـقـي |
قَـلْبِـي عُلََـى (شَنْـقِـيطَ) عِـزَّةُ نَـخْلِهـَا | سَـمْـتٌ الـرُّؤَى وَ فَــصَاحَةُ المَـنْـطُوقِ |
صَـدْرِي ثَـرَى (تِيـشِيـتَ) خَيْمة مجـدهـا | جْثُو لأحضـن في الشِّـغَــافِ شــقـيقـي |
صَـوْتِـي صَدى (وَادَانَ) فِلْـذَةُ صَـخْـرِهَـا | نَـبَـغَــتْ لِتَـسْبِرَ غَوْرَ كُلِّ سَحِيـقِ |
و يَـدِي (وَلاَتَهْ) ظِـلُّ (تِـمْبِـكْـتُـو) الـتـي | مَـدَّت لـديـن الله ألـف… وَثِــيـقِ |
صَـفَحَاتُ أيَّـامِــي شُـعَاعٌ نَافِــذٌ | دأبٌ عَـلََى التَّـغْرِيــبِ و التَّـشْـرِيـقِ |
وإذا اشْتَهَى الـتـاريـخ كـشف هُوِيَّتِي | فـأنـا سلـيل عُـرُوبَـةٍ إِفْـرِيــقِـي |
مشاركة منتدى
18 تموز (يوليو) 2015, 17:47, بقلم sidiya
اکثر من رائع
11 كانون الأول (ديسمبر) 2017, 19:37, بقلم مولاي إدريس
لا يمكنني وصف جمال القصيدة بالكلاااام ولا بالكتابة لأني صراحة لم أجد كلمات لأثني على هذه القصيدة المليئة بحب الوطن والافتخار بعرق العروبة والأفارقة لكن سأقول راااائع راااائع راااائع
5 آذار (مارس) 2018, 12:20, بقلم اشريف/احمدطالب
قصيد اكثر من رائعة
23 حزيران (يونيو) 2018, 17:24, بقلم محمد هنون
قصيدة من حب الوطن تبوح
23 حزيران (يونيو) 2018, 17:26, بقلم محمد هنون
قصيدة جميلة جدا
7 آذار (مارس) 2019, 11:20, بقلم يحي الكيحل مولاي
هذه القصيدة تسابقت الى الحسن فيها الالفاظ والمعانى ..
فما اروع تعبيرها وما اجمل خيالها
وان حاجة المؤرخ لمثها لقد تساوى حاجة الاديب اليها ...
فهل يريد الشاعر هنا من مسحة الادب ان يكشف عن جزء من التاريخ ...؟