نادين الأسعد فغالي..نغمة الحب الصادق

تُلامس غيوم العشق أينما كان، وتُجمِّل ألوان الغرام لتغمرها بعبق العطف والحنان...

تُحاكي الحب من بعيد ومن قريب...

علّمني الحب..ديوانها الصادر من عمق أحلامها، ليُجسِّد مشاعر القلب النابض بالكلام الارجواني..حتى صار وجه نادين هو الديوان، مُتزيّناً بألحان عفويتها الرنانة وجمالها الأخاذ ونظرتها الثاقبة الجامعة في آن عطر الليل والنهار...

نادين الأسعد فغالي..يُعلّمها الحب..يعشقها الحب..يكتبها..وتكتبه بحب.

منهجها واضح وطريقها واحدة موحدة..ركنها العطف والتربية والجمال...

تقول: " أشتاقُكَ، يُغريني القمرُ/ فاقطِّف بالهُدبِ النَّجماتْ / وكأنّ حبيبي ينتظرُ/ وأنا أغريه بالقُبلاتْ /".

نعم، يشتاق إليها القمر في المساء ليستنير من أنوار عيناها اللامعتان وتقطف السهر ليلة العشق مع الحبيب.

قصائدها تتنقل بين نيويورك وبوسطن وقبرص وكان وروما وفينيزيا وبيروت.

تتصارع كلماتها مع الغرام والنار، فتغني مع حبيبها كالعصافير وتقتل الوقت وتلغي الناس لتلهو بالهيام.

قصائدها مشرقة تثور على الأوضاع التقليدية، لتطفو مع الريح سنبلة رقيقة قوية صابرة وبسيطة..سنبلة تفتح يداها نحو الأخر..والآخر نحوها.

هذه هي فلسفتها الغرامية السابحة مع أمواج القلم الساحر.

" علّمني الحب أن/ أحسنُ التفكير فيكَ جيّداً/ في التفاصيل التي تجمعثنا/ والصّعوبات التي تمنعنا/".

علّمها الحب أن تحوّل جروحها رماداً لا تطيب إلاّ بالجمر العليلة..وها هي تكتب عنه..عن وجهه الأشهى من المُدام.. عن كفِّه الأنعم م الرُّخام..فتصبح الألوان في يديها إنسانا وتصبح في يديه ألوانا...

غريبة هذه النادين..الأميرة الصاعدة من شرق نسائم الحبق..قوية..حنونة..لا تنكسر لتغدو المد والجزر..تطرده من قلبها ومن كتبها لتعود وتزرعه في فكرها ومشاعرها وجسدها وكلّها...

نادين الأسعد فغالي..تعشعش في نفوس من يقرأ كلماتها الواقعية وصوتها المُلحَّن، فتأخذه إلى دنيا النضج الاجتماعي وسحره...

علمّني الحب، كتاب جديد ينضم إلى مؤلفات النادين، صاحبة "حدّثني جسدي...قال" و "رائحة رجل ".

كتبت أسطر ديوانها بشغف وعناية ووضعته في اناء جميل وجبلته كعطار وأضافت إليه من روحها وقدمته للقارئ كبسمة صامتة تشعر بضجيجها من بعيد بعيد.

فاكتبي يا نادين، لأن التجدد الشعري بحاجة دوماً إلى بسمة فولاذية ونظرة أنثوية وكلمة أدبية ولفظة رومنسية وعاطفة استثنائية وعاصفة انسانية.

نادين الأسعد فغالي..نغمة الحب الصادق وزهرة البحر الحالم.