الثلاثاء ١١ شباط (فبراير) ٢٠١٤
بقلم
هل أتاك حديث العاشقة؟
وأسدل الظلامُ ستائرهفكانتْليلة كجناح الغراب حالكة، والصمت يغرس أنيابه، بــ نفوس جزعةولبستْ السماءُ زيّاً، بلون النساء الثكالىأبابيل الليل العاصفة، تصمُّ الآذانَالأشجار تنتحبُ، السُّحبُ تكادُ من عقالها تنفكُّوقطراتُ المطر تصافحُ النوافذ ، تبحثُ عن ملاذٍ آمنأيقنتُ أنى... على قارعةِ السهر منتظرٌوالليلُ ... يفتقُّ الجفن ويوحشُ النفسوأنَّ فراشي .. برآيات الهم محفوفٌّلكنه الطارق ... وما أدراك ما الطارق!!قطع حبالُ الصمتِ رنينُ الهاتفهاتفتني ... بعد صفعة غيابٍفــــ تحول ليلُ الشتاءِ الكالح ، إلى ربيع ضاحكٍالنومُ ودع مقلتي ، ثم عبس وتولىوالهوى آنس وحدتي، ثم دنا وتدلىويْكأنَّالأرضَ لبستْ زيها المحبب!!وقع صوتها يلامس شغاف القلب، صوتٌ عذبٌ بالسحر مكتحلٌوجاءتْ كلماتها، تجتثُ من الشتاء برده، وتنبتُ في النفس ذكرى تؤتى أكلها كل حينكانتْ تحادثني كمن يربتُ على كتفِ يتيمٍكنتُ أسمعها بعيني ونبضيفتطعمُ كلماتها الآذان سروراً، وتضيء على أركان القلب نوراًوصدى حروفها يرق ويبش ويلين، كحباتِ الندى المحببفقلتُ:أهلا برناتٍ أهدتْ الروحَ والراحة ... إلى أفئدةٍ كلمىأهلا .. ببستان الهوى وحدائق النغممرحى ... بزائرٍ من الفؤاد قريبٍ ... وبصوتٍ كله حسن وطيبمرحباً بـــ ... مَنْ حضوره الدفء، وأنفاسه العبيرأهلا بمنْ .. ورد على وجناتها الوردأهلا بمن ... يرسلُ الشوق أفواجاً، ويبعثُ الحنين أمواجاًأهلا بحبيبٍ قد طابتْ عِشرتهآهٍ مِنكِ .. وويح قلبي لفراقك!!آهٍ من سلامة الطبع، وصفاء الود، وصِبغة من الله فيك لم تنتكسْآهٍ من لحظاتي معكِ، وزمن من الجنان مسروقيا إلهي ... خُيلَ إلىَّ من سحرها أنها تدنوفـــ أصلحتْ التالفَ من روحي المثقلة، وتأودتْ الحروف عبر الأثيرفــ التحفنا الحلمَ سوياً، وألبسنا حكاية حبنا ثوباً جديداًمعطراً بزخاتِ المطر، وقرعنا باب الأفقورشوْنا القمر كي ينير ويطيل، فتمايلتْ الجفون من سكرة الحبِّفـــ غزلنا من الشوق أعذبهووأدنا من المجون أدناهوألجمنا ضعفنا ببعض كلمات مقدسةوزادت حرارة الأنفاسفسكبناتنهيداتٍ وآهاتٍ محتبسة ومحتسية مرارةوانتهتْ من فرط دموع الصمتِالذي انقضَّ على حديثٍدون تمام......