السبت ٦ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم أنمار رحمة الله

هل صادفـْتِ رجلاً مثلي...؟

هل صادفـْتِ رجلاً مثلي...؟
غـصناً كذراعي..؟
سفينة ً كحبي..؟
قبراً كقلبي..؟
خريطةً كشعري..؟
فوهةَ بركانٍ كثغري..؟
 
هل صادفتِ طفلاً مثلي..؟
كلما تصفعه معلمةُ العشق
يخنس في غرفته
ويمصُّ إصبعَ الندم
 
هل صادفتِ أحمقَ مثلي ..؟
قامر بكل ثروته العاطفية
من اجل كلمة
لم يحصلْ على حرفها الأخير
 
هل صادفتِ مجنوناً مثلي..؟
ينام في الدولاب
وتخرج ملابسه صباحاً إلى العمل
يجول في صحراء الهموم
تاركاً فمَه على طاولة المنزل
يصرخ من العطش
 
هل صادفتِ عاشقاً للموسيقى مثلي...؟
بكاؤه (كونشيرتو)
وضحكته (سوناتا)
وحين يغضب
يقفز من فمه صديقـُه القديم(بيتهوفن)
وسيمفونيته التاسعة
 
لأنك لن تصادفي
سأحملُ حقيبةَ خيباتي
وأسافر في بطن أي حوت مُستطرِق
لأنك لن تفهمي
سأمزقُ وجهي على المنضدة
واحرقُ ما تبقى من كتاب أحلامي
وارحل بعيداً ...إلى منطقة خلف جدار النسيان
حيث ينتظرني وسواسُ شبنهاور
وسلُّ شوبان
وسكينُ فان كوخ
وألف ألف جثة لم تدفن بعد
على أرصفة الحروب الأهلية
 
لأنك لن تصادفي
سأتلفع وحدتي
واسكن في كوخ خارج مدينة الحب
يملؤني جذامُ الحزن
وهوسُ التوحد
لأنك لن تصادفي
سوف لن تسألي عني
بل ستريني كل مساء
استرق السمع
ولا اُقـْذَفُ بشهاب خاطف
وأطاردُ القصائدَ
كما يطارد الذئبُ رائحةَ الحملان
سوف اتركني وحيداً
وارحل ورائي
تاركاً ضوءك الذي تجامله الحشرات
وقمرَك الذي يتسكع غير آبهٍ في الظهيرات
 
لأنك لن تعشقي بعدي
سأسمح لك بالنسيان
كي يفلتَ نجمُك من فضائي
حمامتـُك من قفصي
يدُك من قيدي
سأسمح لك بالنسيان
لأني مغفلٌ رحيم
مازلت أأمن إن اليد التي تدمغك
خيرٌ من اليد التي تصفعك
احزمي حقائبَ الفرار
ستجدينَهُ واقفاً في شارع خيبة
على رصيف حيرة
ينتظر حافلةَ الأمل
حين تصلين إليه
اجمعي بكفـْكِ عصيّ الواقع
واضربيه على وجهه
لا تخافي منه
ففي النهاية سأصرخ أنا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى