هواجس قبل الرحيل.....
هبّتْ عواصفُ حقدٍ من بعيد....
فجرفتْ بذورَ محبةٍ ضائعة بين أشواك الألم ....
تلبّدت السماءُ بغيومٍ غاضبة، فوصل الرعدُ قبل الوميضْ!
إنهمرتْ زخاتٌ مكتظة بأسئلةٍ حائرة على أرضٍ جرداء هجرتها القيم .
جزيئات المطر تفككتْ.... فأحترقَ الوردُ..... وتكاثرَعشبُ القرّاص.
عادتْ طيورُ التسامح المهاجرة تبحثُ عن أوكارها القديمة....
فلم تجدها!
فقد إحتلتها خفافيشُ النمطِ الجديدْ!
إنه عالمٌ آخرْ في زمنٍ غريبْ .
تلكأتْ فيه الرؤى في صنعِ الصوابْ .
وتوارت الحقائقُ في أرجائه، فشمسُه لا تحرق الضبابْ!
الأحاسيسُ تجري في نهر الإنحرافْ.....
والأفكار تديرها قواعدُ الوهمْ!
فالآذان لا تسمع صوت الحكمة وسط الضجيج .
لم يبق لتلك الطيور مكانٌ آمنٌ في أرضِ السلامْ!
فبراعمُ النزاهةِ لا تنمو فوق صخور الضلالة...
لقد حانَ وقتُ الرحيلْ....
ولكن الى أينْ.....؟
فأيّ أرضٍ تخلو من كتائبِ الطغيانْ ؟
وأيّ أرضٍ في الكون أبهى من أرضِ الوطنْ ....!؟