الجمعة ١٥ شباط (فبراير) ٢٠١٣وجماليات من الكلاسيكية الجديدة
ألقى الشاعر نضال برقان مجموعة من قصائده بدعوة من فرع الزرقاء لرابطة الكتاب الأردنيين، قدمه بها الشاعر جميل أبو صبيح رئيس الفرع بقوله نحن الآن أمام شاعر من شعراء أواخر القرن الماضي يتصف شعره بالإيقاع العالي، وجمله التي تنتمي إلى الكلاسيكية الجديدة، حيث يبدو هذا واضحا من خلال نصوصه التي تتراوح بين البيتية والتفعيلة، مع محافظته على إيقاع عال، ورتم منفعل، وهو شاعر مهم في ساحتنا الأردنية، وكان قد قرأ قصائد يتنوع فيها الشكل والنوع الشعريين، البيتي والتفعيلة، هي "نشيد الريب، بجانب الموت، عتمة السؤال، قصائد قصيرة، صور عائلية، أغنية حب من وحي غزة"، اتضحت من خلالها شخصيته الشعرية ذات الرؤى الجمالية التي يتسق بها الشكل مع المضمون، وبخاصة في قصيدته البيتية "بورتريه مالك بن الريب"، حيث اتسمت تلك الرؤيا المغايرة لمضمون قصيدة مالك بن الريب بالمحافظة على نسقها العروضي ورويها وقافيتها، ضمن صياغة جملية جديدة،
جاء في النص:
مكاني سـوى هذا المـكان وربِّـكمولمّـا يكـنْ هذا الـزمان زمانياألا ليتَ شـعري ليـتَ أنَّ شـقيقة ًتعـاتب أو تدري: فما بكِ ما بياويا شـعرُ أطلق في الضلوع كواكباًوأشـعلْ مفـازاتٍ، وهدئ بواكيافإن كذبوا باسـمي فغيرك جاهـلٌوتعـلمُ ما أطويـه تحت لسـانيافما قلـتُ إلا ما يشـعُّ ضـلالـةًوما كنتُ إلا أن أكونَـكَ.. غاويا
كذلك في قصائد التفعيلة، يبدو الحرص واضحا على قوة الإيقاع، واستخدام قافية تكرس تلك القوة، كما في "قصائد قصيرة" التي تنتهي بالميم والياء، من خلال حركة حرف متحرك يتبعها حرف ساكن مشدد، يقول الشاعر:
قُطِّرتُ من عدمِقطِّرتُ قبل تنفّسِ الظلمِروحي كلامٌ لا يحاصره فمٌودمي مقامٌ للذين تقطَّروا نجماً فنجماًفي سماء الأشهرِ الحُرمِ.أشـهدِ الخلقَ عليْواسـقنيها يا أُخيْكلُّ من مات بِخمرٍقـامَ فيَّ الآن حيْ
وكان فرع الزرقاء لرابطة الكتاب يقيم ندواته يوم الثلاثاء، غير أنه - كما أوضح الشاعر جميل أبو صبيح – أن الفرع دخل تجربة جديدة بإقامة ندوة أخرى كل يوم سبت، باعتبار أن أيام الأسبوع مقسمة بالتنسيق بين الهيئات الثقافية، وهي تجربة نجحت رغم عدم تعوّد الجمهور عليها، ولكن التعاون بين هيئات الزرقاء بخاصة مديرية الثقافة ونادي أسرة القلم وجمعية الفن التشكيلي مع فرع الرابطة قد أنجح هذه التجربة،
وقد دار في نهاية الأمسية حوار ثري حول الشعر عامة وقصائد الشاعر برقان، شارك به الناقد محمود أبو عواد والباحث محمد المشايخ والأستاذ فضل قندس وغيرهم، تحدثوا من خلاله حول استقلالية شخصية الشاعر وتجلياته الجمالية والأسلوبية، مع التذكير باختلاف أسلوب الصياغة النحوية في بعض الجمل بين قصيدتي يائية ابن الريب و يائية نضال برقان.
