الاثنين ٢٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم محمد شاكر

يذكرني النسيان

يُـذكـّرني النسيانُ،أن حَبـْـل العُمر، مُـنفرط الأويقاتِ.

مِنْ غير جرس ، ولا كيـــانِ ِ.

وذاكرةُ الشيخ لا تقـْوىِ ، على لــَــمِّ الشرخ ،في عـقدٍ ، هـُو السِّيرة ُالأولى

في التجـليِّ..

وغــيْـم البياضاتِ .

كما لوْ أنـِّي...

ألَـَــوِّنُ عُصفورا، إلى خـَـرَس الغـِناء، ونـُثار ريش ٍ ، في مَهَبِّ الأهْـواءِ،

وأنـْسى شجـَرا ، خلف النبْض، يَــنـْضو أخضرَ،

ويأتيني هيـْـــكلا ،

مُعرشا في سَماء الأحزانِ ، إلى جـَـدْب المَواسم يمْـشي ،

بلهفة الفصول، وثـِـقـْـل الجفاف.

يُـذكـّرني النسيانُ ، أني صِرتُ سَهـْـوا ً ، يَـمْحو بعضي ، بعضي

إلى دَرَكٍ ، تـَعـزُّ فيه الإشارات ُ ، والطريقُ مَحْـضُ اشتهاء قديم ٍ

أتلمَّسُ في غِـيــــابه أشواقي.

كأنْ لا خَطــوَ ، لأرجُمَ المسافة َ، وأطــْـوي شُرودَ هذه الحياة ِ .

كأنْ لا وَصْل ، لأقـِــيسَ اتـِّـجــــاهــًـا ، وأ ُعَـلـِّــلَ النفس َبالأسْـــفار ِ

إلى مِـيـــقاتِ دم ٍ

وتلويحَة أيام ٍ

تـَسْكنُ حِـبـْــرَ أوْراقي .

يُـذكـّرني النسيانُ، أن النبْضَ يغوصُ في غـَيابات القـلـب ، ويُخطِـئ تـَـصْويبَة الحُبّ ِ،

إلى عناق ٍِ فارهِ الشوْق ِ...

لا أدْري كم ضَمْـَّني ، إلى جَناح أمْــن ٍ ، ورَعشة دفء ِ..؟

صارتْ كـَــنـَـفي ، وعـُنواني.

يُذكـّرني النسيان ُ، وأغفـــلُ عن نِسياني ، بين مَـدّ ٍ ، وجزْر ، يهْـرقُ ألـْـواني ، على َرمْــــْل الغِـياب ِ .

و لا سَا حِل َ لي في مُقبـل البحار ِ

لأ ُفرد موْجي ، على زُرقة الوهم ، وأرْكب َصهْوة العـُباب ، إلى ماءٍ في قرار ٍمَكين ِ.

لا شيء ، إلا ما يَـعْـبُـر في حاضر النسيان ، إلى شتات ِ ماض ٍ، يتحَلـَّلُ في الأبْهاء :

تلويحة ُريح ، على ظاهـِــر الأحْلام

احْـتِمالُ بُـشرى ....في وهَن الأيام ، اشْـتِعا لُ بياضٍ ، في اسْـتِحالة المعْنى

انْحِسارُ رُؤيا في الأفق العَريض ِ

وارتباكُ روح ٍ، علي مَدارج الإمْكان.

إذ أفرك جفني ، لأهش ذبابَ اليأس ِ، الرابض في الألوان،.. أ ُنـَـــكِِّــــر بَهْجة المكان.

يُذكـّرني النسيان ، بنسياني، إذ ْ أقرع ُبابَ ذاكرتي، مُستعطفا أصْداءَ عُمرٍ،

غائر في الزمان.

لكني الآنَ... إلى حين ِ اذ ِّكار ٍ، يُجَــــلـِّيـهِ الشّعــــرُ، خـَـلـقا سَويــّـًا ،مَوْصولا ً

بـِـسدْرة الأحوال ِ ،

أمشي بصحْـوة قلبي ، على أثـَـري ، في اتجاهاتِ الحفيف ِ، وَوَمْض ٍ خفيف ٍِ، يُضِيءُ سماءَ العُـمر...

أحفرُ نِسْياني على ورق الوقـت ِالصَّــقيــل ِ ،

وصايا طفــْـل ٍ شريــــد ٍ

توَزَّعَـتـْه ُمَدائـنُ الأشواق ِ

أ ُعَبِّئ ُ شاردَ الأحْلام ، في سلـَّة ِ الكلام ، و أنعـِشُ الكلامَ برائحة الأحلام ِ

لعلـّي أ ُطمْـئِـن ُ شِعري ، بالـقـليــــل ِ من فـُتات النبض ِ ، يَجري نغـَــما في أوْردة الحَرف ِ ،

أؤسِّسُ تذكاري القريبَ ، والبعيد َ...

أقـــيمُ جـِــسْـرَ الجميل ِ إلى صِلات ٍ، في أبْهى تاريخ ، وفي أبْهائي .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى