أيُّ سحرٍ بناظريكِ تَوَارَى وجَمالٍ يشِعُّ نوراً وَنَارا
إنَّ في هذه العُيُونِ لَفَيضاً من بَهَاءٍ ولُجَّةً وقَرَارَا
قُسِّمَ الحُسْنُ في الوُجُودِ فأَضْحَى حُسْنُ عَينَيكِ لِلعُيونِ مَنَارا
ناعِسَاتٌ كأَنَهُنَّ نُجُومٌ في سَمَاءٍ تُريدُ أنْ تَتَوارَى
تنظُرُ النظرةَ المَليحةَ تُغنِي عن حَديثٍ وتشْدَهُ الأَبصَارا
تَخْرِقُ القلبَ ليسَ تجرَحُ لَكِنْ تَملأُ الجَوفَ لَوعَةً وأُوَارا
فالمآقِي من الحبيبِ سُكارَى والمآقي من المُحِبِّ سَهَارَى
وَيحَ قلبي مِن الجَمَالِ وَوَيحِي من عُيُونٍ بِهَا الجَمَالُ أَنَارا
إنَّ في الحُسنِ للنُفُوسِ حَيَاةً ُ مشْتَهَاةً وللقلُوبِ دَمَارا
أيُّهَا الوَجدُ ما بقلبِيَ فَضْلٌ للصَبَابَاتِ فاتَّخِذْ لَكَ دَارا
يا نَدِيمِي عَلَى الزمانِ أَعِنِّي بالذي يُرجِعُ النُفُوسَ عَذَارَى
بالهُدَى ؛ بالقَريضِ فاضَ جَمَالاً وخيالاً كأُمُنِياتِ العَذَارَى
بالضَرَاعَاتِ بالمُنَى بدُمُوعٍ صَادِقَاتٍ تُخَفِفُ الأَوزَارَا
إنَّ في القَلبِ يا نَديمُ لَحُزنَاً وهُمُومَاً أَرُوضُهُنَّ كِبَارا
إنْ أَكُنْ باسِماً فبَينَ ضُلُوعِي حُرقَةً تَمنَعُ المَنَامَ مَزَارا
كَمْ كَتَمْتُ الدُّمُوعَ وَجْهَ نَهَارٍ ثُمَّ سَالتْ عَلَى الظَلامِ غِزَارا
قَدْ تَخِذْتُ الهُدُوءَ مَسْكَنَ رُوحِي والدَرَارِيَّ والدُّجَى سُمَّارا
أيُّهَا الدَّهرُ لَنْ تُضَعضِعَ صَبْرِي زِدْ أَذَى مُهْجَتِي أَزِدكَ وَقَارا
أيُّهَا اليَأسُ ما إليكَ خُضُوعِي لِي جَنَانٌ إذا خَضَعتُ لَثَارا
فَاجتَنِبْنِي وخَلِّنِي لِهُمُومٍ وزَمانٍ يَزيدُنِي إصْرَارا
إنَّ في هَذِهِ الضُلُوعِ لَنَفساً ذاتُ عَزمٍ يُصارِعُ الأَقدَارا