الاثنين ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم
ُمعلّقة علي البغدادي
نسيم من ربيع البوح صوتييمرُّ على بيوتات المدينة،فتزهر اعين الجدران حولي.خرائطه الينابيع الفتيهوبسمات الضحى زاده.مضى والبرق عُكازٌيقود به قطيع الماء سراًتعَّجل صبيةُ الاشجار منه،مواسمه الندية.وكان الليل مفترساً،يصفَد في جبيني ،صباحات الهطول…!!(( ويثرب ما تزال بعيدة ))أحاط الليل وجهيوالصحارى حرَّضت أتباعها ضدي.تحوك الرملَ ايديها فخاخاً.تعدُّ خطو أنفاسي عليّبينما الظلماء تحترف الوشاية.تخطّيتُ الشعابْفأبصرتني نقطة التفتيش،وكانت محنة الزيتون ظليفهربني يتامى البحر ليلاً…!!مضيت الى رجائييسوّرني كتاب في يميني.وتحرسني تراتيل الحجارة.أتم الطير في شفتي بريدهوطار قباله الساحل.أهمُّ قاصداً فجري القديمأصَلي عند مشرقه،واسأل عن نهارٍ كان يعرفني.رأيت النخل منحدراً اليّ،بلا ثوب الفواخت.حزيناً ترحل الانهار عن فمه.رمت اكتافه تمر الرماد،وهش الجدبُ اسرابَ البساتين.- ولم تبطل نبوءة هدهد الماء-لقد نسي السُرى معراج خطوي.وما صلت طريقٌ بي جهاراً،حين أجلت السواقي كل طهر.وفرت من سماواتي نجومٌتشيحُ بوجهها عن دمعه الفجر.- ولم تبطل نبوءة هدهد الماء-يصيد الرملُ مشتعلاً جناحيهوايدي الريح تنتفُ قطرةً… قطرة.(( ويثرب ما تزال بعيدة ))نسيمٌ من خريف البوح صوتي.يمر على بيوتات المدينة،فيوقد غصة الفقد.وقد قنص الذهول على شفاهي،عصافيرَ المواويل،فغّنى صبحها الدامي:(( ورثنا سدرة العودةفطلّقت الصحارى خطوناونمت قريشٌ من أغانينا ))فأصرخ في مدى الوحشة:متى تأتي الدروب مراياتحفظ الميعاد.خلف سواتر الذكرى…؟متى تسترجع الاشجارُظل حمامها… !؟كيف الوصول… وأين مرساهايشط الرمل عن ميقات اسئلتييحجُ الى كلام النار،يدخل ابجديات الغياب.وينأى عن تعاليم المياه.ولم يهب التراب لي الدليلولن تلد المياه لي الجهاتغريبٌ…كلُّ ما حولي ضياع يشتهيني.وقد ملَّ الطريق شحوب لونيوجف على شفاه الغيم رملي.وشح العمر مني يا آلهي.(( ويثرب ما تزال بعيدة ))أرتّقُ بالتصبر جرح قلبيوأدري ان ما بيني وبين بريقهاليــلٌعقيــمٌوأنطفـاء …