للصبر حدود
ما تصبرنيش بوعود وكلام معسول وعهودأنا يا ما صبرت زمان على نار وعذاب وهوانواهي غلطة ومش ح تعودولو أن الشوق موجود وحنيني إليك موجودإنما للصبر حدود .. يا حبيبيصبرني الحب كتير وداريت في القلب كتيرورضيت عن ظلمك لكن كل ده كان تأثيروالقرب أساه وراني البعد أرحم بكتيرولقيتني وأنا بهواك خلصت الصبر معاكوبأملي أعيش ولو أنه ضيع لي سنين في هواكواهى غلطه ومش ح تعودأكتر من مره عاتبتك وأديت لك وقت تفكركان قلبي كبير بيسامحك إنما كان غدرك أكبرأكبر من طيبة قلبي أكبر من طولة باليأكبر من قوة حبي مع كل الماضي الغاليولقيتني وانا باهواك خلصت الصبر معاكوبأملي با أعيش ولو أنه ضيع لي سنين في هواكواهي غلطه ومش ح تعودما تصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيه ومليتبين لي أنت الإخلاص وانا أضحي مهما قاسيتدا ما فيش في الدنيا غرام بيعيش كده ع الأوهاموالحب الصادق عمره عمره ما يحتاج لكلامولقيتني وأنا باهواك خلصت الصبر معاكوبأملي باعيش ولو انه ضيع لي سنين في هواكواهي غلطه ومش ح تعودولو ان الشوق موجود وحنيني إليك موجودإنما للصبر حدود يا حبيبي
هذه الأغنية (للصبر حدود) أدخلت الموسيقار محمد الموجي المحكمة .. فقد كانت أم كلثوم قد اتفقت معه على أن ينتهي من اللحن خلال شهر.. ومضت الفترة ولم ينته من اللحن فأقامت ضده دعوى في المحكمة وما حدث بعد ذلك يثير الضحك فقد وقف الموجي أمام القاضي الذي سأله:
لماذا لم تنه اللحن في الميعاد المحدد؟
فرد الموسيقار محمد الموجي:
أحكم على بالتلحين
فقال له القاضي:
حكمنا عليك بالتلحين
ثم رد الموجي قائلا:
نفذ الحكم
فقال له القاضي : كيف؟
قال له محمد الموجي: افتح رأسي وأخرج اللحن.
ترافع محمد الموجي عن نفسة قائلا:
أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئا فتخرج لحنا على التو واللحظة .. إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت كاف حتى يخرج اللحن إلى النور وأم كلثوم ليست مطربة عادية .
فقال القاضي:
عندك حق يا موجى .. سأحفظ القضية وأنت حر مع أم كلثوم.
ذهب الموسيقار محمد الموجي إلى أم كلثوم يعاتبها لأنه دخل المحكمة بسببها فقالت أم كلثوم : ماهو للصبر حدود يا محمد وكلما بحثت عنك لم أجدك فأخبرني ماذا أفعل غير ذلك والوقت ليس في صالحي .. يوم تذهب إلى عبد الحليم ويوم تكون لدى صباح أو شادية أو فايزة فاحترت معاك ؟ . وضحك الاثنان وتم الصلح.
لكنهما اختلفا مرة أخرى على لحن الكوبليه الأخير (متصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيا ومليت ) لكن هذه المرة لم يتراجع الموجي ولم يغير اللحن وترك العود في صالون أم كلثوم ومضى غاضبا واعتكف في منزله ورفض أن يتحدث مع أحد إلى أن طلبت أم كلثوم من الحفناوى وعبده صالح أن يذهبا إليه ويقنعاه بالعودة إليها لتناقشه وهناك اتفقوا على أن تغني اللحن كما هو .. ونجحت الأغنية نجاحا منقطع النظير .. ولحن بعدها أغنية (اسأل روحك ) وأهدته بعد نجاحها خاتما من البلاتين الأبيض .
و كلمات الأغنية للشاعر عبد الوهاب محمد وغنتها أم كلثوم فى عام 1964
وملحن الأغنية الموسيقار محمد الموجى من مواليد عام 1923 بمدينة كفر الشيخ
كان يهوى الغناء .. وقد لا يعرف الكثيرون أنه بدأ حياته الفنية مطربا قبل أن يتجه إلى التلحين الذي برع فيه وبرزت من خلاله موهبته الحقيقية.
أما ميلاده كملحن فقد كان مع عبد الحليم حافظ الذي غنى له (صافيني مرة) التي كانت أيضا سببا في بزوغ نجم العندليب عبد الحليم حافظ.
ارتبط محمد الموجي وعبد الحليم حافظ في رحلة غناء ناجحة جدا غنى خلالها عبد الحليم 88 أغنية من ألحان الموجي من أشهرها ياحلو يا اسمر ويا مواعدني بكرة وظالم وتقوللي بكرة ورسالة من تحت الماء وقارئة الفنجان .
أول لقاء بين الموسيقار محمد الموجى وبين فايزة أحمد كان من خلال أغنية (أنا قلبي إليك ميال)
ونشيد (الجهاد) الذي غنته في نادي الجلاء للقوات المسلحة بالقاهرة وبعد انتهاء الحفل أخذت أم كلثوم يد محمد الموجي وقدمته للجمهور .. وهذا الحفل كان يضم قيادات ثورة يوليو 1952مع الزعيم جمال عبد الناصر.
بعد ذلك لحن الموسيقار محمد الموجى لأم كلثوم أغنيتى رابعة العدوية والرضا والنور
حصل محمد الموجي على الميدالية البرونزية من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1965ووسام العلم ووسام الاستحقاق من الرئيس محمد أنور السادات عام 1976 وفي عام 1985 حصل على شهادات تقدير من الرئيس محمد حسنى مبارك كما حصل على أوسمة ونياشين من أغلب ملوك ورؤساء الدول العربية.
كان محمد الموجي قد رفض عرضا مغريا قدمته له إحدى شركات الغناء الإسرائيلية التي طلبت أن يلحن لها أغنيات مطربيها مقابل 3 ملايين دولار.
في أول شهر يوليو عام 1995 توفى الموسيقار محمد الموجى بعد رحلة طويلة مع الألحان والإبداع
أما الشاعر عبد الوهاب محمد فهو من مواليد عام 1930 بحى الأزهر بالقاهرة ووالده أحد رجالات الأزهر.
فى عام 1951 كتب أول أغنية وشدت بها فايزة أحمد وهى (ماتحبنيش بالشكل ده) وكتب لكوكب الشرق أم كلثوم تسع أغنيات كما كتب لنخبة من المطربين المصريين والعرب
فى عام 1987 منحته إحدى الجمعيات الفنية الفرنسية ميدالية الإبداع الفنى كما حصل على عدة تكريمات وشهادات تقدير.
فى الخامس عشر من شهر يناير عام 1999 توفى إلى رحمة الله تعالى .