دهشة عينيها ٢٤ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد لم يكن هناك وقت. أقصد، لم يكن للوقت معنى. الساعة بلا ثقل، والهواء يُصفر من فراغه كأن المدينة تئن من حلم ثقيل. كنتُ جالسًا في مقهى لا أتذكر اسمه، على رصيف يُشبه مقطعًا محذوفًا من ذاكرة أحدهم. (…)
تـصـادف أنـنـى.. ٢٣ آب (أغسطس)، بقلم أحمد الخميسي تصادف أنني رأيت عينين واسعتين، لا تنكسران من أنوثة قدر ما تغدقان علي الجالس إليهما شعورا حادا بالقوة والوضوح، كأنهما حقيقة ظهرت فجأة لا تقبل الجدل أو الشك. عن هاتين العينين كتب شاعر في مقتبل (…)
ولادة الشمس في الزنزانة رقم ١٣ ٢١ آب (أغسطس)، بقلم غدير حميدان الزبون لم تكن الزنزانة التي تحمل الرقم (١٣) في سِجِلّ سجن الرملة سوى فم إسمنتي مفتوح على ظلام أبدي. جدرانها الرطبة تتصبّب عرقًا باردًا كأنها شربت من دموع من سبقوها. سقف رمادي مقيت منخفض يوشك أنْ يهبط (…)
رسّامُ الحربِ ٢٠ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد في المدينةِ التي تشهقُ رمادًا، كانت النوافذُ بلا عيون، والجدرانُ بلا قلوب، والشوارعُ لا تعرفُ وقعَ الخطى. مرّ ياسين كأنّه أثرٌ يمشي، أو ذاكرةٌ تبحثُ عن جسدٍ يُعيدُها إلى الحياة. يثقلُ جسدَه (…)
تحت الركام ١٩ آب (أغسطس)، بقلم ميسون حنا تجمعنا نتفقد أحوال الناس بعد القصف، ركام ودمار، جثث مترامية، وجرحى كذلك، قسمنا أنفسنا، بعضنا تبرع بنقل الجرحى إلى المستشفى، وبعضنا ارتأى أن نبحث عن شهداء آخرين تحت الأنقاض، لمحنا فتحة صغيرة، نظرنا (…)
لحظة الانتظار ١٦ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد المطر لا يتوقف. المحطة ساكنة. الصمت المبلَّل. أصوات نقرات الماء على الأرض. نوافذ ضبابية تُخفي وتُظهر وتُخفي. سامي واقف، عيناه على الساعة. الوقت يتلاشى، يتشظّى. القطار؟ غائب. تأخير؟ لا خبر. كل (…)
جدار الفراق ١٦ آب (أغسطس)، بقلم غدير حميدان الزبون في قرية صغيرة منسية كحلمٍ انطفأ على أطراف الخريطة، وفي قلب الجغرافيا الممزّقة التي تشبه رقعة قماش مهترئة خيطتها الحروب، كان الصمت سيّد المكان، فلا يُسمع إلا صدى الرياح وهي تتسلل بين الأزقة كعازفٍ (…)