
ضحكتان

جلس تحت المظلة ، و أخرج الجريدة التي كان يتأبطها ، ليضعها بين راحتيه ، أمسك بقلمه الذي يصر على الأحتفاظ به في جيبه منذ أكثر من عشرين سنة ، هي عمر خروجه على المعاش ، و ح د ه بشكل أفقي ماذا تعني ، بينما هو مستغرق في أفكاره ، لفت صمته و (…)
جلس تحت المظلة ، و أخرج الجريدة التي كان يتأبطها ، ليضعها بين راحتيه ، أمسك بقلمه الذي يصر على الأحتفاظ به في جيبه منذ أكثر من عشرين سنة ، هي عمر خروجه على المعاش ، و ح د ه بشكل أفقي ماذا تعني ، بينما هو مستغرق في أفكاره ، لفت صمته و (…)
العالم يتكور في ذيل القرن، حتى يغدو كرة ثلجية زائفة، اقتحمها السواد عنوة بحجة ان الأسود لون أساسي في رسم أحلام البشر ثم تتدحرج الكرة الثلجية السوداء، وتذوب عند قدمي بفعل حرارة النكسة التي سكنتني ، فأجد نفسي أسبح في فضاء مفرغ : لا أرضا (…)
– ١-
جلس البرفسور باسل على الأريكة المريحة ماداً قدميه، وتناول باسترخاء كأسا من الشاي اللذيذ، كان يقرأ بحثاً بعنوان:
"اكتشاف العلاقة بين أفلام الخيال العلمي وطرق تقصي المخلوقات الفضائية" كان يقرأ (…)
كانت له بالأمس رحلة (الشتاء و الصيف)... أما اليوم فقد مر (ربيع و خريف) عمره بدون أي شيء يذكر.../
كان يمشي جنبا إلى جنب مع ثأر أبيه.. عين بعين.. و سِن بسِن.. و لما قُتل سار أبناءه مع قاتله جنبا إلى جنب.. ِرجْل بِرجْل.. خطوة بخطوة.../
طفلة تظم رضيعا.. تقف وجها لوجه أمام عسكري يحمل بندقية.. العسكري يُصَِوبُ ناحيتها
الطفلة لمْ تفهم شيئا.. ضغط على الزناد.. خرجتِ الرصاصة.. الرضيع لمْ يصرخ و صمت
إلى الأبد..
ابتسمتِ الطفلة و كأنها تحمد ربها لأن صوت الرصاص لمْ يوقظ أخاها من نومه.../
ـ قهوة بحليب من فضلك. تلك هي الجملة الوحيدة التي كنت أتقنها بالإسبانية. طأطـأت رأسي و نطقت بها على استحياء و خجل. نظر إليّ النادل نظرة متحجّرة ثم غاب عني مدة جاء بعدها يحمل فنجانا وضعه أمامي بامتعاض، وبعد أن طالبني بأداء ثمنه انصرف وراح يتأملني من وراء <الكونتوار> بتقزز وكأنه يتأمل طعاما كريها انتهت مدة صلاحيته. تقاسيم وجهه المتعجرفة ونظراته الجافة تكاد تنطق لتقول: الْعقْ قهوتك واغربْ من هنا.
سمعَتْ هسهسة المفاتيح في الباب ،فلم تكترث وتابعت مشاهدة التلفاز بتثاقل، حين دخل هو كعادته متأخراً في الوقت مسدلا ً على روحه ستار الامتعاض.
ألقى تحية فاترة ثم توجه نحو غرفة نوم طفليهما. شقَّ الباب بهدوء. تقدم من سرير طفله الأكبر وأطلق (…)