الجنة تحت أقدامها

الجنة تحت أقدامها عاش طول حياته تحت أقدام ( حماته )..لينعم بالجنة رفقة زوجته.../
الجنة تحت أقدامها عاش طول حياته تحت أقدام ( حماته )..لينعم بالجنة رفقة زوجته.../
أجراس المدينة تدق، أصوات المارة تخترق عنان السماء حركة المداحين وبائعو الكلمات ... ومن بعيد يظهر قصر مولانا القاضي يتلألأ في أبهى صورة , والزحام يضرب أطنابه أمام بابه .. فاليوم يحاكم شاعر المدينة أمام الملأ .. تفتح الأبواب تتدافع (…)
منذ أيام، استسلم جسده وليمة للصدأ.. يشعر وكأن الزمن يسرق أشرعته ليرهن العمر، وهديل الحمام، وذاكرته التي تتآكل رهينة البدء.. (أه أيها الزمن الشقي مثلي، لمَ جعلت من حركتي مصدرا للألم حتى صار الجمود راحتي؟) تحسر "الزبير" في سره وحرر تنهيدة احتوت هموم الكون.. (الإنسان هو طبيب نفسه) هكذا كان دوما تعتقد، لكن فجيعة الألم هذه المرة، أجبرته على تجاوز كل المعتقدات.. وكانت نتيجة الفحص صاعقة نزلت عليه لتكتمل غربته.. شيء يشبه الورم استوطن مرارته.. كيس صفري على كبده.. أحجار مستقرة بكليتيه.. أي هول هذا الذي حل بجسده المتصدع،
قال لها: يومان وأكون في البيت.
قالت: اشتقت إليك كثيرا، وغاب الصوت في الدموع، أقفلت السماعه... وهي تنتظر أن يأتي في الموعد...
كان صادقاُ، وهو الذي لم يكذب أبداُ، وعدها فوفى، وفي صباح اليوم الثالث، وصل إليها غير كل مرة مكللا بالغار (…)
وصلت إلى بيت العريس بناء على دعوة منه وبسبب كثرة المدعوين فقد أقيمت وليمة الفرح داخل خيمة كبيرة تم نصبها بالشارع.. لم يتأخر الغداء كثيرا وكانت الوجبة عبارة عن كسكسي مع الخلطة ولحم ضان لم أشاهد في حياتي مثل حجمه وبعض (المصارين) المعدة (…)
– (زيديني عشقا زيديني.. يا أحلى نوبات جنوني)
صوت "كاظم الساهر" ينعش أجواء الشقة.. "مايا" تدندن نشوى قبالة المرآة، يداها تتحركان بأناقة تضع أخر اللمسات الفاتنة على وجهها الطفولي..
– (زيديني عشقا زيديني .. يا أحلى نوبات..)
تمسك بولدها والدموع تنهمر من عينيها ، حاول زوجها أن يهدئ من روعها. لقد بدا على ابننا نبوغ باهر وأتم حفظ القرآن الكريم ولابد أن ينهل من علوم ومعارف أخرى بجامعة القرويين إنه كفيف لا يقوى على التحمل.. بعد عناء توقفت عن البكاء الشديد (…)