الحـــصـــار ١٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٣، بقلم أمينة شرادي حاصرها الزمن وقوض حياتها، واستحالت الى جسد بلا روح. تحولت "فاطمة" الزوجة الشابة، الى سجينة من نوع آخر. رمتها سهام الزمن بين أحضان الملل والنسيان. بعدما أشاح عنها زوجها وجهه وتركها تواجه مصيرها (…)
اعتراف ٤ تموز (يوليو) ٢٠٢٣، بقلم أمينة شرادي جلست، نظراتها تائهة، وابتسامتها غائبة. تتمايل يمينا ويسارا، لا تشعر بالراحة. أصابعها متوترة تعبث بركبتيها عن قصد أو غير قصد. تهرب من نظراته المتوجهة اليها كأنها صاروخ سينطلق في أي وقت. حاولت أن (…)
كـيـس الصبــــاح ٢٤ أيار (مايو) ٢٠٢٣، بقلم أمينة شرادي كان يمشي بخطى سريعة كأنه على موعد مع أحد. يجر وراءه، كيسا كبيرا يلامس الأرض ويحدث ضجيجا خفيفا والكثير من الغبار. اقترب من حاوية كبيرة بها نفايات كثيرة، دفع جسده النحيل بداخلها كمن وجد كنزا ثمينا (…)
بائعة الخبز ١٩ شباط (فبراير) ٢٠٢٣، بقلم أمينة شرادي كانت جالسة على كرسي، خجولة، نظراتها مضطربة، تراقب حركات رجليها النحيلتين. تخبئ يديها تحت ابطيها حتى ينتعشا بحرارة جسدها الصغير. كان يوما باردا جدا، فصل شتاء بدون أمطار. حلت محله برودة تصطك معها (…)
هــيثم ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٣، بقلم أمينة شرادي التقيته هذا الصباح، بشعره المشعث وابتسامته البريئة. يرتدي ملابس باهتة، لا تقيه من برودة الطقس. يحمل محفظة لم تعد تستحمل ثقل الكتب من كثرة خياطتها كلما تمزقت. ابتسم لي ثم فجأة، استوطنت وجهه الجميل، (…)
لعب الورق ٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٢، بقلم أمينة شرادي كان صباحا مشرقا يعلن عن بداية صيف حار، رقصت كل الأجساد النائمة تحت أشعة شمس وهاجة مسحت بصفائها على كل الوجوه البئيسة والنعسانة. العم أحمد، يحب هذا اللقب كثيرا، يجعله يشعر بالفخر والهمة بين زملاءه (…)
الأواني لا تنتظر ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٢، بقلم أمينة شرادي أتت مقبلة علي بجسدها الكثيف و نظراتها الحادة، وقالت لي بصوتها القاسي: ماذا تفعلين هنا؟ ارتبكت وارتجفت مفاصلي وطار الكلام. قمت بسرعة لا ألوي على شيء، أطرد كل ما علق بي من ورق وأقلام. كانت تحيط (…)
عربة النعناع ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٢، بقلم أمينة شرادي خرج "ب إبراهيم" في ذلك الصباح البارد الذي كان ينذر بجو قارس يستوطن كل أرجاء المدينة. يجر عربته الكئيبة وراءه، يضع على رأسه طاقية تشكو الفقر والحاجة، باهتة تحميه من لسعات البرد. يتقدم بصعوبة وهو (…)
ندم ١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢١، بقلم أمينة شرادي كان جالسا يحتسي قهوته، مهموما، نظره مشتت، ينظر الى الفراغ الذي أمامه. منذ مدة وهو على هذه الحالة. لا يجالس أحدا وليس لديه أصدقاء. سافرت به ذاكرته الى ذلك اليوم البعيد، الذي زار فيه طليقته من أجل (…)
أمي الكبيرة ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢١، بقلم أمينة شرادي جلست تشكو حالها الى نعجتها الوحيدة والهزيلة التي تؤنس وحدتها بكوخها الضارب في الكبر. سنوات وهي تنتظر يوم الفرج، يوم قد يأتي أو لا يأتي. تعيش بين كتل من الثلوج أيام فصل بارد وجفاف غاضب يوم يحل (…)