الخميس ١٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
حلقة مفرغة
بقلم حفيظة مسلك

مدخــــــــــــــل

عطش في روحها
سلسبيل الوجع يعبث بقافيتها
تحصد أشلآء الأيام
تقطف زهور الألم
شيء ما يجول في خاطرها
تتحاشى التحديق في زوايا الإنتماء
تهرع مسرعة نحو غرفتها المظلمة
تمتد يدها الى الأباجورة ليحل السواد أرجاء المكان
من بين الحفر ينبعث كفن السؤال والبحث عن الجواب

الحصلة والوصلة

أحسّتْ شجون بالزمن وهو يطقطق ضلوعها ويحبس أنفاسها بملوثات طائشة، اختطفتها الأيام داخل كبسولات الألم
وعلى النحو الترابي تتوالى النكبات اللاهبة تتدحرج على مدار حياتها،انتصبت آلية التشرد لتبتلعها وتوزع في فيافيها
صوراً ممزوجة بمواء القطط، افرازات أقل ما يقال عنها ضربة موجعة ، وفي الصميم يحضر شَهْدُ مراميها لتتراءى
لها الأشياء وهي تحتضن بيض المواجع، وجدتْ نفسها تعيش وسط عائلة تفرض إملاءات ذهنية خانقة ومسطرة لقوانين
تخضع للمؤامرة الكيدية و توزيع مُهين يجعلها في مؤخرة الاهتمام المأثور في حلق الزبد.

زوبعة في فنجان

على رصيف صدئ تم التعايش وسط منحدر مشبع بالفوضى ،خليط خال من أبسط ذرر الانسانية ،طرفة عين ممزقة وعلى
نطاق واسع تجلس لوحدها على أطلال كيونتها بدون وجهة ولا اتجاه
ترنو الى المارة في ازدراء غير عابئة بمن هم حولها،
تمتد بعينيها وهي في حالة غيبوبة اعتباطية تخاطب الرمال البيضاء ، تقتفي أثر حقول اخفاقاتها
ورحيق انهزاماتها، شحوب الطبيعة يذكرها ببرودة أناس اعتبرتهم التدفئة وليس الإبادة،
هي عواصف الأمية التي جعلت والدها يرسم شحوب انسانة في ملامحها
و بالرغم عنها طُبقتْ عليها أشرعة الأفكار المقيتة ،خادمة ضامئة باستمرار وسلعة بائتة في احتضار
وآلية للمطبخ باختصار و بؤرة للكآبة الأنثوية في اعتصار،
صهل وجودها تعدى جواحظ البروق ولغتها قيد الحصار سحيقة تستقر عند أنياب الشقاء.

متاهـــــــــة

أحلام مكسورة مُهَيضة الجناح وعلى مقربة من أشجان ومخالب العنوسة لملمت في قرارة نفسها وهمّتها للبحث عن مخرج
لدائقتها ، تلوح لها من بعيد أعمدة الولوج الى العالم الرقمي ونشر صورتها في إحدى المجلات أو النت، فوجهها الدائري
وعيناها الساطعتان بالأسرار والغرابة ، قد تجلب لها عرسانا يفكون شفرة نظرتها الحزينة والثاقبة ، فلربما تقتنص
من يطفئ أثيرغضبها و ثقل تعاستها، فالمشهد البائس يحتمل أكثر من قراءة.

هندسة أفكار متتالية أيقظتها من أقاليمها الباكية ولهفة الوصول الى حل يضرب أوتار قلبها، حلمها في ايجاد مشرط لذبح
كل من أساؤوا اليها واستبدلوا فرحتها بعذاب مرير، أشباح الخوف السارحة تأخد منها فالنتائج وخيمة دات المنعرجات
المشبعة بالوعيد وقد تفشل بعد تحقيق لذة التمرد على وضعيتها .

تضع يديها على وجهها في حركة من الانفعال والتأثر

ماذا تفعل هل تطوي انفعالاتها حتى لا تبصق على جلادها؟

تسيل الغيوم السوداء من مقلتيها ويصفعها الهواء المنبعث من بين يديها ، تدور بها الأرض فترميها نحو
باحة الاستسلام ومن بين منعرجات الفجر ينبلج الجرح محاولا إعادة التنفس من رحم و رئة اليوم الجديد،
تسقط المقاومة واهنة وهي تزف نحو مرقدها وهدنة وصلت الى مهد الكهل وانحناءة للصمت المطبق.

خــــــــروج

مجرد وجه عبوس في الأفق تم شنقه بسياط الجهل

قنوط يرسم خلفيات تنتظر اندثار أخاديد الظلام

طارت أجنحة الأمنيات فلا طير يرقص في المدارات


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى