آداب الشاعر
آداب الشاعر إما آدابا كتابية أو ذاتيه، أي آدابا مختصه بشعره وآدابا مختصة بشخصه.
الآداب المختصة بالذات:
1- أن يكون حسن الخلق رقيق الطبع.
2- وأن يكون متواضعا غير معجب بشعره ناقدا له باحثا عن الأفضل.
3- وأن يعرف حق من يفوقه من الشعراء وألا يتعرض لهم بغية الشهرة وإلا ناله التشهيير فقد نهى العقلاء عن التعرض للشعراء فربما هجاك أحدهم ببيت لازمك ما حييت وبعد موتك.
4-وأن يعلم أن لكل مقام مقال فلا يهزل وقت جد ولا يحدث العامة بما يستشكل عليهم.
5 وأن يحرص على مجالسة أهل الأدب إما للاستماع أو المدارسة، وأن يؤدِّب نفسه قبل أن يؤدبَ لسانه ويهذِّبَ أخلاقه قبل أن يهذب ألفاظه ويصونَ مُرُوءَته عن دناءة الغِيبة وَصِنَاعَتَهُ عن شَيْن الكذب.
يقول ابن رشيق في العمدة: "من حكم الشاعر أن يكون حلو الشمائل، حسن الأخلاق، طلق الوجه، بعيد الغور، مأمون الجانب، سهل الناحية، وطيء الأكناف، فإن ذلك مما يحببه إلى الناس، ويزينه في عيونهم، ويقربه من قلوبهم، وليكن مع ذلك شريف النفس، لطيف الحس، عزوف الهمة، نظيف البزة، أنفاً؛ لتهابه العامة، ويدخل في جملة الخاصة، فلا تمجه أبصارهم، سمح اليدين".
الآداب المختصة بالشعر:
1- أن يتعلم قواعد اللغة العربية، وأن يتأدب بآدابها وفنونها من نحو وصرف وبلاغة ومطالعة لأمهات الكتب، وتثقف في مختلف العلوم،
2- أن يكون راويا للشعر، يقول الجرجاني في الوساطة: " أنا أقول - أيدك الله - إن الشعر علمٌ من علوم العرب يشترك فيه الطبعُ والرّواية والذكاء ، ثم تكون الدُّرْبَة مادةً له، وقوة لكل واحد من أسبابه؛ فمن اجتمعت له هذه الخصال فهو المحسن المبرِّز؛ وبقدر نصيبه منها تكون مرتبته من الإحسان، ولست أفضّل في هذه القضية بين القديم والمحدث، والجاهلي والمُخضرِم، والأعرابي والمولَّد؛ إلا أنني أرى حاجة المحْدَث الى الرواية أمَسّ، وأجده الى كثرة الحفظ أفقر؛ فإذا استكشفْت عن هذه الحالة وحدت سببها والعلة فيها أن المطبوع الذكي لا يمكنه تناولُ ألفاظ العرب، إلا رِواية؛ ولا طريقَ للرواية إلا السمع؛ وملاكُ الرواية الحفظ، وقد كانت العرب تروي وتحفظ، ويُعرف بعضها برواية شعرِ بعض."
3- أن يكون على دراية بالتاريخ والأحساب والأخبار.
4- أن يعرف مقاصد الكلام، يقول ابن رشيق في العمدة: "فأول ما يحتاج إليه الشاعر بعد الجد الذي هو الغاية، وفيه وحده الكفاية حسن التأتي والسياسة، وعلم مقاصد القول؛ فإن نسب ذل وخضع، وإن مدح أطرى وأسمع، وإن هجا أخل وأوجع، وإن فخر خب ووضع، وإن عاتب خفض ورفع، وإن استعطف حن ورجع، ولكن غايته معرفة أغراض المخاطب كائناً من كان؛ ليدخل إليه من بابه، ويداخله في ثيابه، فذلك هو سر صناعة الشعر ومغزاه الذي به تفاوت الناس وبه تفاضلوا".
5- أن يختار من الألفاظ أسهلها وأبلغها، وأن يتجنب الموحش منها وما قد يشتبه على السامع، قال أبو عثمان الجاحظ: أجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء، سهل المخارج، فتعلم بذلك أنه أفرغ إفراغاً واحداً، وسبك سبكاً واحداً؛ فهو يجري على اللسان كما يجري الدهان"
6- أن يبتعد عن التراكيب اللغوية التي قد تستثقل عليه فتعجزه أو يخطيء في إعراب أو نحوه.
7- أن يتجنب الفحش في كل شي، سواء كان نسيبا أو هجاء فلا يظلم أو يتطاول ولا يتعرض لأعراض الناس، وأن يتعفف.
8- وأن ينظر في شعره نظرة ناقد، ليرى ما به من خلل فيصلحه، وما يحتاج منه لإعادة نظم فيعيده، يقول ابن طباطبا في عيار الشعر: " وينبغي للشاعر أن يتأمل تأليف شعره، وتنسيق أبياته، ويقف على حسن تجاورها أو قبحه فيلائم بينها لتنتظم له معانيها، ويتصل كلامه فيها، ولا يجعل بين ما قد ابتدأ وصفه وبين تمامه فضلاً من حشو ليس من جنس ما هو فيه، فينسي السامع المعنى الذي يسوق القول إليه، كما أنه يحترز من ذلك في كل بيت، فلا يباعد كلمة من أختها، ولا يحجز بينها وبين تمامها بحشو يشينها."
يقول المظفر بن الفضل في نضرة الأغريض: "يجب على الشّاعر أن يتجنّبَ سَفْسافَ الكلامِ، وسخيفَ الألفاظ، ونازلَ المعاني المسترَدَةِ، ووحشيَّ اللغةِ المتكلَّفَة، ولا يستعملُ التشبيهاتِ الكاذبةَ، ولا الإشاراتِ المجهولةَ، ولا الأوصافَ البعيدةَ، ولا العباراتِ الغثّةَ، ولا يختصر في موضع البَسْطِ، ولا يبسُطُ في موضع الاختصار. فإذا أراد أن يبني قصيدةً أو ينظم قطعةً صوّرَ المعنى في قلبه، ومثّلَهُ في نفسه كلاماً منثوراً، ثم أعدّ له ألفاظاً تُطابقه، واختار له من القوافي ما يوافقه، وجعله على وزنٍ يسْلسُ القولُ عليه، وينقاد المعنى إليه. فإذا نظم بيتاً تأمّلَهُ تأمُّلَ غيرِ راضٍ عن نفسه، ولا مغالطٍ لفهمه وحسِّهِ، وانتقدَه انتقاد متعنِّتٍ فيه، فإنْ وافق الصحّةَ، وجرى على منهاجِ الاستحسانِ، وإلا فالواجب عليه إسقاطُه. وإنِ اتّفقَ له بيتان على قافيةٍ واحدة، اختار الأوقعَ منهما وأبطلَ الآخرَ."
مشاركة منتدى
12 أيار (مايو) 2022, 21:43
لونك دهب منجم ليهو الرجال مسفارعيونك في قلبي لسة جواء ساربة مستحيل انساك والله انا بترجاك يا ست السمحة مسحيل اعيش والله برك