الوسادة
بَينَ السَّعادَةِ وَالوِسادَة
نَسَبٌ يُوَلِّدُ فَرحَنا
وَمُقاتِلاً يُغري جيادَه
جُندُ الحَقيقَةِ أَقبَلوا
كَي يَنسفوا حُلماً رَوَتهُ لَنا الوِسادَة
يَتنافَسونَ عَلى السِّيادَة
وَأَرى جَميعَ عَشيرَتي
يَتَسابَقونَ إِلى العِبادَة
وَالعالَمُ المَقلوبُ يَهذي
يَرفَعُ الأَدنى لِيُعلِنَ ماكِرا ً
مَغزى حِيادَه
وَالمارِقونَ تَصافَحوا
وَالمارِدُ العِملاقُ أَبرَزَ نابَهُ
أَثرى عِنادَه
(2)
أَمّا أَنا وَعَشيرَتي فَنَقولُ مَرحا
لِلَّذي ذَبَحَ الضَّنى لِيَزيدَ زادَه
وَسَأَلتُ نَفسي حائِراً
أَوَلَن نَكُفَّ عَنِ التَّواطُؤ
وَالتَّناحُرِ وَالتَّنازُلِ وَالبَلادَة
هَذا الإِباءُ مُعَلَّقٌ في دارِنا يَشكو كَسادَه
يا وَيحَنا يا وَيلَنا
أَوَقَد مَضى زَمَنُ الرِّيادَة؟!
تَبّاً لَكُم، تَبّاً لَنا
تَبّاً لِكُلِّ مُخَنَّثٍ وَمُدَلِّسٍ طَلَبَ القيادَة
أَوَكُلَّما أَمَّلتُ أَن نَقضي عَلى آهاتِنا
وَنَزَعتُ زِيَّ العَجزِ عَن أَكتافِنا
قَسراً أَعادَه
(3)
أَوَكُلَّما خَلَّقتُ عِزّاً يَرتَوي مِن مِحنَتي
وَدَفَعتُ أَشبالَ الكَرامَةِ كَي تُجاري هِمَّتي
وَنَحَرتُ أَشباهَ الرِّجالِ
وَصِحتُ "تَحيا أُمَّتي"
جاءَ السَّفيهُ وَقاحَةً
وَأَتى عَلى حُلمي أَبادَه
تَبّاً لِكُلِّ دَياثَةٍ أَنبَتِّها يا أُمَّتي
لِتَقودَ لِلطّاغوتِ بِكراً لَم تَذُق طَعمَ السَّعادَة
مَأساتُها أَنَّ الذِّئابَ تَجَمَّعوا
يَتَطَلَّعونَ لِعِرضِها وَأَنا أُقاتِلُ دونَهُ
أَرجوهُ نَصراً أَو شَهادَة
وَاستَأسَدَ العِلجُ الحَقيرُ
وَعاثَ فيكِ بِلا هَوادَة
(4)
يا إِخوَتي حَتّى مَتى
تَتَنَكَّرونَ لِدينِكُم وَلِدَينِكُم
وَالآنَ آنَ لَنا سَدادَه
حَتّى تَرانيمُ الحُروفِ تَبَلَّدَت
حَتّى وَأَصواتُ المِدادِ تَجَمَّدَت
واستَوحَشَ القَلَمُ الّذي
صَرَعَ العِدا طِفلاً مِدادَه
أَينَ الإِرادَة؟!
تاهَت عَلى الدَّربِ العَتيقِ
بِظُلمَةِ الجَهلِ المُسامِرِ وَالعُقولُ تَرَنَّحَت
في سَكَرَةِ التَّعتيمِ حَتّى
نازَعَت سَهمَ الإِبادَة
وَحُثالَةُ الأَفكارِ تَرعى باسمِ تَحريرِ العُقول
وَالكُلُّ يَلعَنُ كُلَّ شَيءٍ لا إِلهَ وَلا رَسول
الكُلُّ يُمسِكُ خَشيَةَ الأَفكارِ
مُضطَهَداً زِنادَه