د.فيوليت ألفونس
أجرى والدي حفظة الله عملية "المياه البيضاء" في عينه هذا الأسبوع في مستشفى المبرة بطنطا وأسأل الله أن يتم شفاءه، ولفت انتباهي عندما رافقته هناك طبيبة تدعى "فيوليت ألفونس"، وكانت قد أجرت عملية "تقويم حول" لجار والدي في الغرفة، ما لفت انتباهي تحديدا هو حرصها على مريضها ومتابعتها له فمن المفترض ألا تراه إلا في اليوم التالي عندما يذهب المريض إليها في غرفة الفحص لتفحص عينه بالأجهزة للتأكد من أن كل شيء على ما يرام، لكن هذه الطبيبة زارته في غرفته بعد انتهائها من إجراء عمليات ذلك اليوم وكان بعد لم يفق من المخدر، ثم زارته في اليوم التالي ولم تنتظره ليأتي إليها، وعندما وجدته في حالة ضعف نتيجة لصومه اليوم السابق للعمليه اطمأنت على عينه وهو في السرير وأخبرته ألا يبارحه حتى يكون بصحة جيدة.
ربما يكون ما قصصته هنا ليس غريبا بل هو المفترض في كل طبيب، أن يهتم بكل مريض وكأنه واحد من أهله، ولكن هذا ليس واقع مستشفياتنا ولا أطباءنا ولا واقع أحد من موظفينا إلا فيما ندر، وربما يزعم البعض أنها إنما تفعل هذا لتقريب الناس من دينها، وهذا إن صح فهو المفروض أيضا عندنا، فإنما بعث نبينا بالأمانة والصدق والحرص والمحبة وتمام الأخلاق، ولو أن كل منا حرص على أن يفعل كما فعلت هذه الطبيبة واحتسب نية أن يحبب المسلم قبل غي رالمسلم في هذا الدين لكفانا هذا.
إننا نحسن لبعضنا ونحب بعضنا ليس لأننا إخوة أو لأننا أهل ملة واحدة، بل لأن الله أمرنا بهذا، أمرنا أن نكون صادقين حريصين أمينين في تعاملاتنا، وهذا غير متعلق بأهل ملة، بل هو واجب علينا تجاه كل إنسان مسلم كان أو غير مسلم، لذا فإنه لا يجوز أن أعطي المسلم حقه وأبخس غير المسلم حقه، هكذا جاء الإسلام مقوما للمجتمع بأسره حريصا على أن يكون حسن السلوك والأخلاق، وأن يتعامل الناس بما يحبون أن يعاملوا به، فمتى نصبح صورة مشرفة لديننا ومتى يكون كل منا داعية حيث كان؟!.
تحية للطبيبة «فيوليت ألفونس»
.