اللَّهُ أَكْبَرُ كَمْ فِي الْقُدْسِ مِنْ بَطَلِ |
أَقْوَى وَأَثْبَتَ فِي الْهَيْجَاءِ مِنْ جَبَلِ |
مُرَابِـطٍ لَمْ يُفَارِقْ مُنْـذُ مَوْلِـدِهِ |
مَهْدَ الْمَسِيْحِ وَمَسْرَى خَاتَمِ الرُّسُلِ |
ما شَبَّ إِلاَّ وَنارُ الْحَرْبِ تَلْفَحُـهُ |
فَاعْتَادَ خَوْضَ الْمَنايا غَيْرَ مُحْـتَفِلِ |
لَيسَ الشَّبِـيْبَةُ فِي الأَهْوَالِ نابِتَـةً |
مِثْلَ الشَّبِـيْبَةِ بَيْنَ اللَّهْـوِ وَالْغَزَلِ |
إِذا الْيَهُوْدُ رَأَوا فِي كَـفِّهِ حَجَـراً |
كَادَتْ تَضِيْقُ عَلَيْهِمْ سائِرُ السُّـبُلِ |
وَإِنْ رَأَوْهُ قَرِيْـباً مِـنْ مَـخابِئِهِمْ |
رَأَوا الْمَنِـيَّةَ تَأْتِيْهِمْ عَلى عَجَـلِ |
وَما يَقُوْلُ غَداً يا ثَـأْرُ مَوْعِـدُنَا |
حَتَّى يُصابُوا بِأَلْـوَانٍ مِنَ الْخَبَـلِ |
فَاعْجَبْ لِأَعْزَلَ كُلُّ النَّاسِ تَخْذُلُهُ |
كادَتْ تَمُوْتُ أَعادِيْهِ مِنَ الْوَجَـلِ |
يَصُوغُ بِالدَّمِ لِلأَجْـيالِ مَلْحَمَـةً |
حُبُّ الشَّهَادَةِ فِيْهَا مَضْرِبُ الْمَثَلِ |
ما فَلَّ مِنْ عَزْمِهِ خِـذْلانُ أُمَّتِـهِ |
أَوْ هَوْلُ تَعْذِيْبِـهِ فِي كُلِّ مُعْتَقَـلِ |
وَلا اسْـتَرَاحَ إِلَى تَأْيِـيْدِ أَلْسِنَـةٍ |
باتَـتْ تُزَخْرِفُ أَقْوالاً بِلا عَمَـلِ |
لَوْ خاذِلُوهُ اسْتَعادُوا نَبْضَ نَخْوَتِهِمْ |
لَماتَ أَكْثَرُهُمْ مِنْ شِـدَّةِ الْخَجَلِ |
ما الْقُدْسُ إِلاَّ عَرُوْسٌ مَهْـرُها دَمُنا |
وَما لِتَقْـدِيْمِنا لِلْمَهْـرِ مِنْ بَـدَلِ |
ما أَصْعَبَ الْمَوْتَ إِلاَّ فِي مَحَبَّتِها |
فَإِنَّ عَلْقَمَـهُ أَحْـلَى مِنَ الْعَسَلِ |
يا قُدْسُ مَهْما أَرَاقُوا فِيْكِ مِنْ دَمِنا |
فَلَيْسَ حَقُّكِ إِلاَّ الْحِفْظَ فِي الْمُقَلِ |
وَاللَّهِ يا قُدْسُ مَهْما كانَ مَغْـرَمُنا |
يَبْقَى خَلاصُـكِ دَوْماً غايَةَ الأَمَلِ |
لَوْ لِلْجِهَادِ فَـمٌ ما كانَ مَطْمَحُهُ |
إِلاَّ تَحِـيَّـةَ أَهْلِ الْقُدْسِ بِالْقُبَـلِ |
نَحْنُ الْخَوالِفُ فِي تارِيْخِ أُمَّـتِنا |
مَهْما انْتَحَلْنا مِنَ الأَعْـذَارِ وَالْعِلَلِ |
نَحْنُ الْخَوالِفُ قَدْ شَلَّتْ جَوَارِحُنا |
حَتَّى الْمَشاعِرُ لَمْ تَسْلَمْ مِنَ الشَّلَلِ |
نَحْن الْخَوالِفُ فِيْنا النَّاسُ طامِعَـةٌ |
حَتَّى تَداعَتْ عَلَيْنا سـائِرُ الدُّوَلِ |
مَا عادَ يُلْهِمُنـا تارِيْـخُ أُمَّـتِـنا |
إِلاَّ الْبُكَـاءَ عَلى أَيَّـامِـنا الأُوَلِ |
لَيْتَ الْجُدُوْدَ اسْتَطاعُوا زَرْعَ نَخْوَتِهِمْ |
فِيْنا بِسائِرِ ما فِي الأَرْضِ مِنْ حِيَلِ |
فِي أَيِّ فِعْلٍ مِنَ الأَفْعالِ نُشْـبِهُهُمْ |
نَحْنُ الْمُقِيْمِيْنَ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ |
لَوْ أَدْرَكُـوْنا تَوَلَّـوا هُمْ إِبادَتَـنا |
كَما أَبادُوا الْعِدا بِالْبِيْضِ وَالأَسَـلِ |
إِذا أَضاعَ الْفَتَى أَمْجـادَ والِـدِهِ |
فَقَدْ أَشادَ بِفَضْلِ الْعُقْـمِ وَالْهَبَـلِ |
فِيْمَ التَّخَـبُّطُ وَالقُـرْآنُ فِي يَدِنا |
فِي كُلِّ آنٍ يُرِيْـنا مَوْضِـعَ الْخَلَلِ |
هَذَا الْكِتَابُ الَّذِي فِي ظِلِّ مَنْهَجِهِ |
مِنَ الْمُحالِ وُقُوْعُ الْخَلْـقِ فِي زَلَلِ |