الأحد ١١ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم
لسان الحال العربي
اخْتَرْنَا السَّلاَمَ وَلَنْ نُبَـالِي | بِإِصْرَارِ الْيَهُـوْدِ عَلَى الْقِتَالِ |
وَمَهْمَـا فَاجَـؤُوْنَا بِالتَّعَـدِّي | نُفَاجِئْـهُمْ بِشِدَّةِ الاِحْـتِمَالِ |
وَمَهْمَـا يَصْرُخِ الأَقْـصَى فَإِنَّـا | نَلُـوْذُ بِصَمْـتِنَا دُوْنَ انْفِـعَالِ |
وَنُقْسِـمُ ضَارِعِـيْنَ لَهُمْ بِأَنَِّـا | سَنَـتْـرُكُ جُرْحَهُ دُوْنَ انْدِمَالِ |
وَلَوْ هَدَمُـوا مَـنَازِلَـنَا عَلَيْـنَا | نُلاَطِفُـهُمْ بِمَعْسُوْلِ الْمَقَـالِ |
وَلَوْ صَنَعُوا بِحَاراً مِـنْ دِمَـانَا | نُصِرُّ عَلَى الْعُزُوْفِ عَنِ النِّضَالِ |
وَمَهْمَـا يَفْعَـلُوا فِيْنَـا فَإِنَّـا | سَنَخْطِبُ وُدَّهُمْ فِي كُلِّ حَالِ |
وَإِنْ نَشْـعُـرْ بِمَخْـزَاةٍ فَإِنَّا | سَـنَأْلَفُهَا عَلَى مَـرِّ اللَّيَـالِي |
وَطُوْلُ الْعَهْدِ يُنْسِـيْنَا التَّبَاكِي | عَلَى زَمَـنِ الْمَهَابَـةِ وَالْجَلاَلِ |
وَنَرْتَشِـفُ الْمَهَانَـةَ بِارْتِـيَاحٍ | وَنَحْثُـو الذُّلَّ كَالْمَـاءِ الزُّلاَلِ |
فَـبَدْءُ الْحَرْبِ أَمْـرٌ مُسْتَحِيْلٌ | وَخَوْضُ غِمَارِهَا عَيْنُ الْمُحَالِ |
وَمَا غَيْرُ السَّـلاَمِ نَرَى خِيَاراً | يَحِـقُّ لَهُ الْفِدَاءُ بِكُلِّ غَـالِ |
وَبِاسْتِسْـلاَمِنَا نَبْنِـي سَلاَماً | يُـقَاوِمُ كُلَّ آفَـاتِ الزَّوَالِ |
وَلَوْ يَبْـغُوْنَ أَظْهُرَنَا مَـطَايَـا | نُجَاوِبُـهُمْ بِـسُرْعَـةِ الاِمْتِثَالِ |
وَلَوْ شَرَطُوا عَلَيْنَا الْبَصْقَ دَوْماً | وَوَضْعَ رُؤُوْسِنَا تَحْتَ النِّعَالِ |
فَمَا تِلْكَ الشُّرُوْطُ سِوَى هِبَاتٍ | نُقَابِـلُُهَا بِشُكْـرٍ وَابْتِـهَالِ |
وَنَزْعُـمُ أَنَّهَا فَتْحٌ جَـدِيْـدٌ | يُضَافُ إِلَى التَّلِيْدِ مِنَ الْمَعَالِي |
فَقَدْ غَـدَتِ الْوُجُوْهُ بِلاَ حَيَاءٍ | كَمَا غَدَتِ الْبِلاَدُ بِلاَ رِجَـالِ |
فَزِيْـدُوا يَا يَهُـوْدُ مِنَ الْجَنَايَا | وَفَـوْقَ الْهَامِ سِيْرُوا بِاخْتِيَالِ |
وَعِيْثُوا فِي الدِّيَارِ بِكُلِّ مُخْـزٍ | مِنَ الآثَـامِ لَمْ يَخْطُرْ بِـبَالِ |
وَقُوْمُوا بِالْمَذَابِـحِ فِي جُنُـوْنٍ | يُجَاوِزُ هَـوْلُهُ حَـدَّ الْخَـيَالِ |
وَإِنْ نَسْـتَجْدِ مِنْكُمْ فِعْلَ خَيْرٍ | فَلاَ تَأْتُوا سِوَى شَـرِّ الْفِـعَالِ |
فَإِنَّ جَـوَابَنَا سَيَكُوْنُ دَوْماً | قَدِ اخْتَرْنَا السَّلاَمَ وَلَنْ نُـبَالِي |