الأحد ٨ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم
اعترافات عاشق
لا تَسْأَلِيْنِي كَمْ عَشِقْتُ سِوَاكِ | إِنِّي عَرَفْتُ الْحُبَّ يَوْمَ لِقَـاكِ |
وَعَهِدْتُ قَلْبِي مَيِّتـاً فَإِذَا بِهِ | قَدْ مَزَّقَ الأَكْفَانَ حِـيْنَ رآكِ |
أَنْتِ الْحَيَاةُ وَمَا بِهَا مِنْ بَهْجَةٍ | وَمُنَى فُؤَادِي أَنْ يَنَالَ رِضَـاكِ |
وَاللَّـهِ لَوْ كَانَتْ حَيَاتِي وَرْدَةً | مَا كُنْتُ أُهْدِي عِطْرَهَا لِسِوَاكِ |
مَالِي أَرَى الدُّنْيَا وَمَا حَفَلَتْ بِهِ | تَزْدَادُ حُسْـناً كُلَّمَا أَلْقَـاكِ |
حَتَّى الطَّرِيقُ يَصِيْرُ كُلُّ تُرَابِهَا | كالْمِسْكِ حِيْنَ تَمَسُّهَا قَدَمَاكِ |
وكأَنَّمَا الأطيارُ عِنْدَ غِنَائِهَـا | فِي الكَوْنِ آلاتٌ تُعِيْدُ صَدَاكِ |
للهِ لَيْلٌ فَاقَ سِحْرُكِ سِحْرَهُ | حَتَّى أَثَارَ حَفِيْظَـةَ الأَفْلاكِ |
وَكَأَنَّ هَمْساً فِي كَوَاكِبِهِ سَرَى | مَا هَذِهِ الْحَسْنَاءُ غَيْرُ مَـلاكِ |
فَتَبَرَّجَتْ أَبْرَاجُـهُ حتَّى بَدَتْ | مِثْلَ العَرَائِسِ في سَمَاءِ حِمَاكِ |
والنَّجْمُ في اللمَعَانِ كالْمِرْآةِ قَدْ | عَكَسَتْ عَلَى هَذَا الوُجُوْدِ ضِيَاكِ |
حَاوَلْتُ لَثْمَ البَدْرِ عِنْدَ تَمَامِهِ | إِذْ بَاتَ يُشْبِهُ في البَهَاءِ بَهَاكِ |
فَإِذَا بِـهِ يَأْبَى العِنَاقَ كأنَّما | قَدْ دَثَّـرَتْـهُ بِالْعَفَافِ يَـدَاكِ |
وَالوَرْدُ فِي الأَجْوَاءِ بَثَّ عَبِيْرَهُ | كَيْمَا يُحَاكِي فِي الشَّمَائلِ فَاكِ |
وَيُعَلِّلُ الأَشْـوَاكَ فِيْهِ بِأَنَّهَا | خُلِقَتْ لِتُثْخِنَ بالْجِراحِ عِدَاكِ |
والزَّهْرُبِالسِّحْرِ اكْتَسَى حتَّى بَدَا | وَكَأَنَّهُ في الْمَهْدِ كَانَ أَخَـاكِ |
يا أَرْضُ فوق ثَرَاكِ أَمْسَى مَجْلِسي | أَمْ فِي مَكَانٍ رَائِـعٍ بِسَمَاكِ |
كُلُّ الْمَنَاظِرِ فِيْكِ تُمْطِرُ فِتْنَـةً | مِنْ بَعْدِ كَوْنِكِ مَوْطِنَ الأَشْوِاكِ |
مَا عُدْتُ أَدْرِي هَلْ رُفِعْتِ لِجَنَّةٍ | أَمْ أَنَّ جَـنَّاتٍ هَبَطْنَ ثَرَاكِ |
بَلْ حُسْنُكِ الفَتَّانُ وَحْيُ مَلِيْحَةٍ | أَحْيَتْ فَتَاها بَعْدَ طُوْلِ هَلاكِ |
يا حُلْوَتِي وَالطٌّهْرُ فيكِ سَجِيَّةٌ | ماذا يُرِيْبُكِ من وِصَالِ فَتَـاكِ |
ياحُلْوَتِي في الْحِبِّ مالي حِيْلَـةٌ | إلا اعْتِرَافِي أَنَّنِـي مُضْـنَاكِ |
رغْمَ ابْتِعَادِكِ رغْمَ نِيْرَانِ الهوى | ما عُدْتُ أَمْلِكُ غَيْرَ أَنْ أَهْوَاكِ |
إِنْ زارَكِ النِّسْيَانُ يوماً فَاذْكُرِي | أَنَّ الـمُحَالَ لَدَيَّ أَنْ أَنْسَاكِ |
ماحَظُّ شَاعِرِكِ الْمُحِبِّ مِنَ الدُّنَا | إلا تَـرَقُّبُـهُ دُنُـوَّ لِـقَـاكِ |