السبت ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم
بقايا عاشق
ظَلاَّمَـةٌ وَلِسَانُ حَالِكِ نَاكِـرُ | مَا جَاءَنِي مِنْـكِ اعْتِذَارٌ عَابِرُ |
إِنْ لَمْ تُرِيْدِي الاعْتِرَافَ بِغَضْبَةٍ | مِنْ جَمْرِهَا رَضَعَ الْخِصَامُ الْجَائِرُ |
فَلْتَـدَّعِي أَنِّي صَنَعْتُ خِصَامَنَا | وَثِـقِي بِأَنِّي لادِّعَائِكِ نَاصِـرُ |
فَأَنَا الْمُسَافِرُ عَنْكَ رَغْمَ إِقَامَتِي | لا أَنْتِ طَـيْرٌ بِالْفُؤَادِ مُسَـافِرُ |
وَأَنَا الْمُـبَادِرُ بِالصُّدُوْدِ تَجَنِّـياً | لا أَنْتِ بَـيْنَ الْغِيْدِ ظَبْـيٌ نَافِـرُ |
نَسَبِي إِلَيْكِ خِصَامَنَـا ظُلْمٌ كَمَا | نَسَبُ الْجَمَالِ إِلَيْكِ عَدْلٌ ظَاهِرُ |
مَا فُقْتِ أَقْدَارَ الْمِلاحِ بِحِيْلَةٍ | فَلَكُ الْمَلاحَةِ كُلِّهَا بِكِ دَائِـرُ |
سَمُجَ الْمِلاحُ بِحُسْنِكَ الطَّاغِي فَمَا | حَطَبٌ لَدَيْكِ وَأَنْتِ غُصْنٌ نَاضِرُ |
مَا بَلَّغَتْكِ ذُرَا الْمَلاحَةِ زِيْنَـةٌ | عَيْنُ الْمَلاحَةِ أَنْتَ فِيْهَا النَّاظِـرُ |
مَنْ نَافَسَتْكِ مِنَ الْمِلاحِ تَعَلَّمَتْ | مِنْ غَيْظِهَا فِي الْحَقِّ كَيْفَ تُكَابِرُ |
جَهْدُ الَّذِي يَصِفُ الْمَلاحَةَ قَوْلُهُ: | حُسْنُ الْمَلِيْحَةِ مِثْلُ حُسْنِكِ بَاهِرُ |
فَإِذَا مَرَرْتِ-وَلا مَرَرْتِ-بِمَحْفَلٍ | فَالْحَفْلُ مَسْحُوْرٌ وَأَنْتِ السَّاحِرُ |
وَإِذَا الْهَوَى قَتَـلَ الْعِبَادَ فَإِنَّـهُ | بِالْقَتْـلِ مَأْمُوْرٌ وَأَنْتِ الآمِـرُ |
فَابْقَى بِدَارِكِ تَحْفَظِي مُهَجَ الْوَرَى | كَمْ فِي خُرُوْجِكِ لِلْعِبَادِ مَخَاطِرُ |
وَلْتَسْمَحِي لِي بِالْوِصَالِ فَإِنَّـنِي | مُنْذُ الطُّفُوْلَةِ فِي هَوَاكِ أُخَاطِـرُ |
لَوْ كُنْتِ أَنْتِ الْمُسْتَحِيْلَ فَإِنَّـنِي | بِكِ قَدْ جُنِنْتُ وَفِي الْجُنُوْنِ مَعَاذِرُ |
فَارْضَى الشَّفَاعَةَ فِي بَقَايَا عَاشِقٍ | مِنْ قَلْبِكِ الْقَاسِي عَلَيْكِ يُحَاذِرُ |