أسئلة عابرة من الزمن الغابر
بخطوات هادئة وقلب حديدي
أقدّم اعتذاري للحياة الهانئة
من يقدر على عبور جراحِ العمرِ بثانية
مَنْ ؟
من يمكنه أن يأخذ بيدي ويمنحني معولاً
وأرضاً
وماء
وفي المساء من يلبسني ثياباً أنيقةً ويعيرني ربطة عنق
وإلى المطاعم الفاخرة يأخذني
موائد ملأى لحوماً وتفاحاً وكرزاً ونبيذ
من يهبني أماً تغني لي أغنيات الأطفال الأغنياء لأنام
وامرأة
امرأةٌ واحدةٌ شهيةٌ تكفي لما بعد العشاء
لما قبل الموت
من أيتها الأرض
أيها الصمت المتزن حتى الآن
والموشح بالصبر
أيتها الشجرة
من يمنحني هوية ومدفأةً للشتاء
ثم جواز سفر للعبور إلى المحيطات
لأضاجع الشمس مرّةً على ظهر البحر
من أيها الوطن ؟
من يخرج هذا الشاعر الشرير من داخلي
ويخرسه إلى الأبد
ويزرع في رأسي فجلةً عوضاً عن المحرّمات
الكذب نفاق
الغنى سرقة
القتل جريمة
من أيها المتربع على عرش أجسادنا
أيها القابع في زمهرير أعصابنا
مَنْ ؟
من يقدر أن يمنحني الأمان من أحذية الجنود العابرين
من الخوف المتربص بي على كوة الذاكرة
والراقد بيني وبيني ؟
رصاصة واحدة تكفي لكي أموت
واحدة تكفي
ولكن كم من الوقت كي أعيش
أمنية واحدة لو تستريح
حية أنيقة لو تحققت
أن أسرق معطفاً جميلاً .. وهوية لثري
أو دبلوماسي
أو ...
وأدخل ـ باسمه ـ فندقاً من الدرجة الأولى
أضاجع عاهرة
ثم أتناول حساءً ودجاجة
وبعد
ماذا ؟
مَنْ ؟
من يسأل
سأظل آكل حتى أموت
ثم بعد ذلك
لن أدفع الحساب