الزّاد بين يديك
الثلج يقطر خلف النافذة
ومدفأة واحدة
وعشرون عيناً حسودةً تقبع هناك
بيني وبيني شخص غريب لا أعرفه
تُرى ما الذي يجعلنا ننزلق بكذبةِ أننا نحب
ما دمنا أنت وأنا
( بل ) أنا وأنت
لا نستطيع إلاّ أن يميل كُلٌّ منّا رأسَهُ هو
حين تطلّ الرصاصة من بين الشقوق
لو أن طوفاناً جاء
فهل ترفع الآخر على يديك
أم تدوس عليه لتبعد عن نفسك خطر الغَرقْ ؟
أيّةُ مشاركة هذه التي نعيش
ما دمت تتألّم أنت من سقمك
وأسقط ( أنا ) حين يحترق جناحاي
شيء مخيف
شيء لا أهمّية له : إذا متَّ أنت
فلن أُدفَنَ عنك
وسأستطيع الاستمرار من دونك
لا مكان لأحد في قلب الآخر
كُلُّ شيء مفصّل لاستيعاب ذاته
حين تحاول أن تخترق حرمة الآخر
هذا يعني الاعتداء
لا كرسي لك في بيته
لكل منزل كرسي واحد
وسرير واحد
ورغيف واحد
إذا قاسمته الرغيف
مات جوعاً
ولم ينسَ ـ قبل ذلك ـ أن يترك فوّهة الغاز مفتوحة لاغتيالك
بطاقة واحدة
حقيبة واحدة
جواز سفر واحد
قطار واحد
والأشجار تهجر عصافيرها
سقطت أقنعة المجاملة
ولم يعد ما يُخشى عليَّ منك
فاجمع حطامَكَ وعُد من حيث أتيت
ليس لديَّ ما أمنحه لك
ليس لديك ما تمنحه لي
ولكن ..
ا تنسَ أن تخلع عليَّ
قبلة الوداع
قبل الخروج