الاثنين ٢٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم صلاح بن راشد بن عبيد الغريبي

أعط نقدا..اشرب حبا

كانت تجربة تكررت عدة مرات في حياته وإن كانت بأشكال مختلفة، حتى أصبح يحسب أن كل شيء في الحياة يدار بالمال وحده حتى الحب نعم حتى الحب والمشاعر الكريمة صارت تتاح لك فقط إذا امتلكت مالا كافيا تعطيه لمن تريد منه شيئا وفجأة غادرت أفكاره محطة الواقع الذي يعيشه، واستشرفت بعضا من مشاهد التاريخ متذكرا بيتا شعريا منسوبا للإمام الشافعي:

رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب

ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا.

أدرك أن ذلك ليس بالأمر الحديث في حياة الناس، "لكن لا أعتقد أن الشاعر ضمن المشاعر والحب تحديدا في معاني الألفاظ التي أتى بها في هذين البيتين الصادقين، حيث أن مساحة الحب العذري الجميل والمشاعر الصادقة كانت متسعة ومزدهرة جدا في ذلك الزمان" – هكذا حدث نفسه وهو يمشي ببطء على طريق تتباين فيه أوجه الحياة وتتحرك صورها أمام ناظريه وفي خياله.

وما بين إقرار معنى ذلك على العموم أو تحجيمه ليكون الناس الذين عناهم الشاعر محددين فقط تصارعت الفكرتين في خياله فلا غالب ولا مغلوب دون انتصار لإحداهن، وليعود مجددا إلى واقعه وليعاود من جديد رحلته في سفر عمره.

وهو يلتفت وبمحاذاته مجموعة من الشبان الذي يتضاحكون وهم يراقبون مجموعة من الفتيات المتبرجات المتمايلات في حركتهن وهن يحاولن جذب أنظارهم واختراق حصون قلوبهم -إن كانت حصون حقا!- لحظ مشهدا لطفل وهو يضع نقودا في ثلاجة المشروبات بغية الحصول على انتعاش بارد في صيف ساخن ذلك المشهد امتزج مع فكرة الحصول على الحب أو المشاعر بمقابل المال، تقاطعت الفكرة مع المشهد في النتيجة فكانت الخلاصة التي انتهى إليها،: «أعط نقدا لتشرب حبا».


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى