الثلاثاء ١٩ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم سليمان يونس الحزين

أغسلُ الموجَ من الملحِ

إلى محمود درويش
لملمْ بقايا شيخوختك
واشربِ الشَّمس
في كأسك
حرِّرْ عنق البخور
واغسلْ سكة الجمر
من يأسك
مشانقهم معلقة في سحابة
إن الهنود الحمر
أهل التشابه وإخوتك
إمبراطور بني صهيون
يعلو في برج الظلمات
وفى طقوسك
 
***
يا أمتى أنا الكنعاني
أغسل الموج من الملح
وأجلس القرفصاء
بين سمائين وهاويتين
والمماليك يعبروا
خرائط المديح
هنا صلاة القديس
أمام سفسطائية المذبح
بين قاب قوسين
أو قوس قزح
 
***
شيِّد رثاءَكَ
فوق مؤنث الصواعق
يا سرب الفوضى
فضاء يكفن الكون
ولا وصايا للخلائق
على ساحل البلاغة
نرمى أرواحنا
هذه الرايات ليست هويتي
وطوائف تخترع
الوجوه من بقايا الحرائق
 
***
يا آدم
من أين لك هذا الاسم
مثلك أنا
أستعير لي اِسماً
كل يوم
الدنيا تخلع زينتها أمامي
أي خطيئة هذه
يا جهنم
وأمي تدنو
بين يدها
مئذنة غيم
 
***
أرى أفلاطون
نازلاً من الزلازل
عند زوجة البحر الميت
وصبر الإبل
جيش الفيل
يغزو إقليم العسل
طوفان الفيروسات
يستعمر زمني الأول
زوارٌ يجيؤون زوراً
في تاريخنا العاجل
لا تغمض رؤيتك
وتنبأ إنك
سفير الجوع
ووالي ممالك زحل
لا تستعر لقد قرأت
ميزان الزمن
يا زجاج الخيال
دلني على بقية رمل
 
***
هل سألن الكنعانيات
والعنقاء والراهبات
من هي غزالة عزلتي؟
جنكيز خان يداهم وقتي
وأنا الهارب
على أبواب النهاية
واخبىء حلمي
في أوراق الملكوت
من أين لي
جغرافيا الصقيع
يا باخرة نوح
من يصالح الخراب
مع البخار
أشلائي موزعة
بين قبائل
الروم والهولوكوست
 
***
يا أيها
الآتون من دول الثلج
هنا بئر النار
أيةُ أفعى تعبر صخرتي
لها صرختي
كأنني في غرف الأعاصير
يا جبل الطور
أمي تسأل أمها
عن نظرية الابستيمولوجيا
وأنا أسأل جدتي
عن جديلتها
من أية بذرة شعر
جئت أنا ؟
 
***
أودية حمراء
تتدلى تحت فُوَّهة البراق
عربة التاريخ
تعبر فوق دمعتي السمراء
أين الممر
وصلوات الغجر
إكليل ناي
من حديقة الغبراء
لو كنت حكيماً
من يجيء لي بحكمتي
من الحكماء
لو كنت طيراً
علمني كيف أتسكع
في مدار السرطان
وخلصني
من فتنة الثرثرة
فوق منبر الفضاء
أنا المتحول
في أوحال أحوالها
شتتنا ألقابنا
وقبائلنا ليس لها قبلة
نحو جسد الاستواء
الديناصورات الكبرى
تجيء من كونك المصلوب
ترقص على طبولك الأولى
تمسكوا بجماجمكم
إن تدركوا هامشي
فهو هامش ضوضاء
الهمس يؤسس سهم
ليغتال وجه العراء
أساطيلهم تعوم
في جمجمة الغبار
إبليس يلبس
أقنعته العمياء
كلّ الذين طحنتهم الكوارث
سينتخبوا شيئاً
من رمادي بعد الفناء..
إلى محمود درويش

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى