محمد حسيب القاضي في ذمة الله

ملتقى شواطئ الأدب في غزة يزف الشاعر الفلسطيني الكبير /محمد حسيب القاضي بعد رحلته المريرة في قرع أبواب الأسى،في العاصمة المصرية أمس عن أربعة وستون عاما في خدمة القضية والأخلاق الفلسطينية.

ولد الشاعر محمد حسيب القاضي عام 1946 في يافا، وهجرت عائلته أثناء نكبة 1948 إلى قطاع غزة،بدأ مسيرة الكتابة كمحرر أدبي في جريدة أخبار فلسطين في الستينيات ثم اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية سنة 1967.غادر بعدها قطاع غزة إلى القاهرة حيث ساهم بإنشاء إذاعة صوت العاصفة ثم صوت فلسطين، وعمل لاحقا مديرا لإذاعة فلسطين في الجزائر وصنعاء.ترأس مهمة تحرير جريدة الأشبال التي صدرت في تونس وقبرص.وبعد عودته لأرض الوطن عقب اتفاقية أوسلو عمل في دائرة التوجيه السياسي والمعنوي حيث تقاعد عام 2006.

كان القاضي شاعر الثورة الفلسطينية الأول وابرز كاتب لأغانيها أمثال:’طالع لك يا عدوي طالع’ و’فدائية فدائية’ ويا جماهير الأرض المحتلة ’ الخ مما اعتبره الشعب جزءا لا يتجزأ من الفولكلور الشعبي الفلسطيني والذاكرة الجمعية الوطنية.ومازال الجميع يصدح بأغانيه حين تشتد المقاومة.

كما كان شاعرا مبدعا له من المجموعات الشعرية:’السدى قطرة قطرة’ و’ثم رمادك في رقصة ’و’أقبية الليل ’و’انه الصراخ وأنا فيه’ و’الرماد الصباحي’ الخ،وقدم في شعره تجريبا على مستوى الشكل والمضمون وقدم قصيدة فلسطينية ذاتية مختلفة و كذلك مقاومة بنكهة جديدة.

وأثرت دراسته للنقد المسرحي عليه فكتب عدة مسرحيات منها:’أربعاء أيوب’ التي تقدم تأويلا معاصرا لقصة أيوب الدينية و’شمهورش’ التي اعتبرها النقاد أول مسرحية شعرية فلسطينية تكتب بقصيدة النثر.
ولحسيب أيضا مجموعة من النصوص المفتوحة مثل ’مريم أو النسيان ’الخ وله أيضا العديد من المقالات الثقافية والنقدية خاصة مقاله الهام عن قصيدة النثر وله كذلك العديد من الحوارات التي تتناول قضايا نقدية وشعرية وقد أنجزت عن أعماله الشعرية والمسرحية عدد دراسات أبرزها أطروحة الدكتورة مي نايف بعنوان’الخطيئة والتكفير والخلاص ’

كان شعر القاضي معاصرا بمعنى الكلمة ينتمي لزمنه لا زمن فات، فكان شعره يشبهه فهو أيضا كان قريبا من الشعراء الشباب ويساندهم ويقرأ نصوصهم بكل تمعن ويقدم لهم ملحوظاته القيمة دون أن ينتظر منهم الشكر.

إنا لله وإنا إليه راجعون