الأربعاء ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٢
بقلم خالد زغريت

أكلت ليلى الذئب يا جدتي

أمَا زلتِ يا جدَّتي تسألين لمَ حكمةُ أمس هي اليوم فينا مريضةْ
لأنّ عصام الذي نفسُه سوّدتْه قديماً يُهرّبها الآن مثل الحشيش بسوق العريضةْ
يعضّ أصابعَه ندماً على مَن يردّد أمثالَه فوق ذلك تقرصُه مثلَ بعُّوضةْ
زمانٌ به يباعُ الحكيم و حمكته بشروى نقير ليَشْروا رويْبضة في ربيضةْ
قميصُ معاذ وخيلُ قريش جميعاً تباع بقشْرةِ بيضةْ
وما عاد للدار جارٌ غدا أكْل لحمِ الأخ الآنَ حُكماً فريضةْ
وخيرُ المظفّر من كلِّ شر أشَرّ إذا ما أتى من يد المقتدرْ
و أظلمُ حقٍّ على الأرض إنْ يقمْ عدلَه منتصرْ
وأطْهر نور منَ الشّمس ما شعَّ من أعين المنكسرْ
وليس الحقيقةُ ناصعةً إنْ أقرَّ بها معتذرْ
على الأرض لا شرفٌ للحقيقة يحْملها سيف مستكبرْ
كفى الصَّقر قهراً يُصاد بكفِّ الذي جبنَه عرقاً يعْتصرْ
..
طباعُ الوحوش لكلِّ دمٍ تتعجّلْ
خصال السّحاب وإنْ تعصف الرّيحِ في دَرّها تتمهّلْ
لأنَّ الأكاذيبَ صهوتها الرّيح دوماً تجول الدّنى والوجوه لها تتهلْهلْ
غير أنّ الحقائقَ صهوتها فرسٌ بغبار المدى تتعثّر
لكنَها إنْ كبتْ تتأصّلْ
و ما فنتةٌ في الأراضين إلا بنفس أُزيْعر علمٍ بدا رأسها يتململْ
وهم يكذبون بكلّ يمينٍ بأصواتهم تتقلْل هاء وما لامهم تتقلقلْ
ومن أين نأتي جدتي بالحكايا وليلى هي الأكلتْ ذئبَها دون ملحٍ ودون شرابْ
ولن تدهشي لو عيونك كانت ترى كيف ليلى تسوّي الذّئاب كبابْ
وبعدُ تقولين كيف ترى خرَّفتْ حكمة بيننا كيف شابتْ عيون الكتابْ
كما انقرضتْ آدمية إنساننا و المروءة صارت سرابْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى