الخميس ٢٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٠
بقلم مفيد فهد نبزو

ألا يا بحرُ

ألا يا بحرُ مالكَ باتساعِ
وصدري ضاق َ في بحرِ الضياعِ؟!
أما تدري بأني ضقتُ ذرعا
وموجُ العُمر حَطَّمَ لي شراعي؟!
لقدْ عانيتُ من صغري اغترابا ً
وأدمنتُ المرارةَ بالتياعي
وعشتُ طفولتي عَسْفا ً وحزنا ً
وذقتُ السّمَّ من وكر الأفاعي
ولستُ مُعاتبا ً زمني ولكنْ
أرى وجهَ الحقيقة ِ بالقناعِ
ألا يا بحرُ كمْ عَصَفتْ رياحٌ
بفُلْكِيَ ليتني ما كنتُ واعي
وليتَ مشاعري كانتْ رماداً
لتذروها الرياحُ بكلِّ قاعِ
لوانَّ الصوتَ في الوديانِ نايٌ
لكانَ الشاعرُ المجنونُ راعي
فلا صوتي صدى الوديان نايٌ
وما لقطيعِ أحلامي مراعِ
غرابُ البينِ ناعي
فكمْ أحنتْ جذوعي عاصفاتٌ
وكمْ هزَّتْ جذوري لاقتلاعي
وكمْ يا بحرُ قد فتكتْ وحوشٌ
بعاطفتي وأنيابُ السباعِ
وكمْ نزفتْ دموع ٌ من حروفي
وكمْ أدميتَ يا شعري يراعي
كأني بين حيتانٍ وقرشٍ
يُشوِّقها التلذذ ُ لابتلاعي
سأغرقُ في بحار الهمِّ طيبا ً
ولستُ أمدُّ للحمقى ذراعي
فإنْ كانتْ طباعُ الخلِّ نكرا ً
فلا تأسفْ على باقي الطباعِ
وللشطآن ِ مدٌّ دونَ جزر
فما جدوى انغماسي وارتفاعي؟!
وما مغزى الحياة بلا أمان ٍ؟!
لقدْ سئمَ اللقاءُ من الوداع ِ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى