علَّامة الضاد
رثاء العلَّامة الفاضل خير الدين الصيَّادي رحمه الله.
خابَ البيانُ فما أقولُ ليُسمَعا
واليوم خيرُ الدين غابَ مودّعا
علَّامة الأدب الرصين، ونبعهُ
أدبٌ وذوقٌ ما أحيلى المنبعا!
ماكانَ إلا مرشدا ً وموجّها ً
عين الصواب لمن يريدُ المرجعا
فالخيرُ خير الدين يا لغتي أبٌ
هو خيرُ من غرس الغراسَ ومن رعى
سعيا ً بكلِّ أمانةٍ ونزاهة ٍ
حتى غدا نِعمَ المثالُ لمن سعى
لغتي وفخرُ الضاد من أهدى لها
عمرا ً، وكانَ به الخبيرَ المقنعا
ما كان خيرُ الدين غيرَ رسالةٍ
وبه الرسالة ُما أجلَّ وأنصعا
متبصِّرٌ أعطى بكلِّ تواضعٍ
لا ما تكبَّرَ بالعطاء وما ادَّعى
لغتي أنا مفجوعة ٌ برحيلهِ
أفلا يحقّ ُ عليَّ أن أتفجَّعا؟!
شجتِ الطيورُ بحسرةٍ وتأسفٍ
وقف الحمامُ على الضريح ليسجعا
أين الذي للضاد أنبلُ قدوة ٍ؟
ومع المناهج كم أعدَّ فأبدعا!
لا لن تلامَ النائحاتُ إذا بكتْ
حزنا ً ولوَّعها الغيابُ تلوّعا
وتوشحتْ لغة البيان وشاحها
أسفا ً أبا عبدو إذا الناعي نعى
لغة البلاغة في العيون دموعُها
وفؤادُها ليكادُ أن يتصدَّعا
علَّامة اللغة الفصيحة إن تسلْ
عنهُ السماءَ تقلْ: وأنعِمْ مطلعا
لو غاب وجها ً مشرقا ً عند الدجى
سيظلُّ نجما ً في القلوب ليسطعا
مّنْ مثلُ خير الدين ينفحُ طيِّبا ً
إلا بطيبِ الذكر لن يتضوعا
يا رحمة وسع السماء بدعوتي
لينال فردوسَ السماء الأرفعا
وله الثوابُ بجنة الخلد التي
قد باركتْ ثمرَ الحياة فأينعا .