أمة الضاد لا تقرأ
أمة الضاد لا تقرأ، أمة اخرجت لهذا العالم الاعجمي بحروف القران، الضاد لا يُقرأ مركون في فكرة سارحة جاثمة في عقلي احاول فك شفرتها لعلي اجد مخرجاً يقتل الحيرة التي احتلتني.
منذ مدة ليست ببعيدة غرد الكاتب الروائي محسن الرملي على موقع التواصل الاجتماعي(توتير) قائلا فيها:(حسب تقرير التنمية البشرية الصادرة عن اليونسكو 2003 كان كل 80 عربي يقرأ كتابا واحدا، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتابا في السنة، والمواطن الاسرائيلي يقرأ40 كتابا).
وايضا(في احصائيات القراءة في اسبانيا 66% من الاسبان يقرأون الكتب أي 28 مليون قارئ تقريبا. 86.4% من الشباب يقراون ممن تتراوح بين 14 إلى 24 سنة، 64.9% من النساء قارئات وهي اكبر من نسبة الرجال 54.4% بالمقابل يقرأ الرجال الصحافة اكثر من النساء...).
ومن الصدف التي تزيد التساؤل حول نقطة نقاش بين عقلي والوقائع التي بحثت عنها وبقدر عدم الاستشفاء. قرأت نص في كتاب تكوين المفكر للكاتب عبد الكريم بكار وهو ايضا ناقش هذة النقطة في كتابه ضمن فقرة النقد وفن التساؤل(ان الاسئلة تشكل أداة نقدية مهمة للغاية، لأننا من خلال الاسئلة ومحاولة الاجابة عليها نمتلك نوعا من الأحاطة الشاملة بكل جوانب المسألة او القضية او النص الذي نود نقده).
وذكر الكاتب نموذجا على ذلك(دلت إحدى الدراسات على ان متوسط مايقرأه العربي في اليوم هو 6 دقائق يوميا، على حين ان الاوروبي يقرأ ما متوسطه 38 دقيقة، والحقيقة ان العرب لا يقرأون واذا قرؤوا لا يفهمون...).
وهناك تقارير واحصائيات وبيانات أتت كتيار هائج، حيث يشير تقرير التنمية النشرية عام 2011 الصادرة عن مؤسسة الفكر العربي إلى ان العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنويا بدل 6 دقائق يوميا، بينما الاوروبي يقرأ بمعدل 200 ساعة سنويا، وهذا فرق شاسع جدا ويبين بشكل واضح مدى الكارثة الثقافية والعلمية التي يعيشها المواطن العربي...
وهذة الوضعية نتيجة انتشار الفقر والامية و احد الاسباب الذي يجعل قضاء الحاجات الاساسية في نظر المواطن مقدما على شراء الكتب، وكما ان المدارس اخفقت في تحبيب الكتب وحب القراءة والاطلاع لدى الطالب.
الامر الذي يرسم الف علامة استفهام وتعجب بحث شامل وشاسع حول الموضوع واكثر من تقرير ومقال منذ سنوات واحصائيات صادمة بالنسبة للقارئ فيطرح اسئلة اكثر اهمية :-
– ماهي الاسباب التي تؤدي إلى فقدان شهية العربي للقراءة ؟.
– ماهي الاسباب التي تجعلنا دون البلدان العربية في ادنى القائمة، هذا اذا كنا ضمنها من الاساس؟.
في عام 2008/2007 وضعت مؤسسة التنمية البشرية خارطة توضح فيها البلدان التي تقرأ وحسب تتدرج الالوان من حيث الاعلى في ساعات القراءة وعدد القراء، والعراق ضمن قائمة الون الرمادي الذي يمثل حسب قاعدة البيانات البلد الذي لا تتوفر له او عدم وجود أي بيانات احصائية.
وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية حيث ان 18% من المواطنين أمييون، وأغلبهم من فئة الشباب لا يجيدون القراءة ولا الكتابة وسط تحذرات من أتساع ظاهرة الامية في ظل الازمات السياسية والاجتماعية التي يعيشها البلد.
تعد الامية من اخطر الاسباب في تراجع عدد القراء والكارثة الحقيقية في التخلف الثقافي والعلمي، حيث زادت في الاواني الاخيرة ويعود ذلك لاسباب منها:
1- الفقر.
2- النزوح وخاصة المناطق المحررة حديثا من تنظيم داعش.
3- تهرب الطلاب من المدارس بدافع العمل وتوفير لقمة العيش.
4- وأعلن الجهاز المركزي للاحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية ان نسبة الامية بين الشباب بلغت 8.4% خلال عام 2017 وكانت النسبة الاعلى في القرى والارياف منها في المدن والمناطق الحضرية، واسباب منها اجتماعية واخرى تتعلق بالتوعية والخدمات وغياب وسائل التعليم.
وماهو الغريب بالامر بان العراق عام 1979 تسلم 5 جوائز من اليونسكو لانخفاض نسبة الامية التي بنسبة 10% من الوقت الحالي...
اقصى من يتحمل تدهور التعليم ووصوله إلى هذا المستوى، وتغاضي النظر عنه بين شتات الاوضاع السياسية وحرب المناصب وبين الارهاب والتدخل الخارجي وما آلت إليه في الآوانة الاخيرة من تهجير ونزوح بسبب تنظيم داعش وغيرها من ظروف الفقر والجاحة، ورغم الدور التي تتبنى والمؤسسات التي تحاول لفت الانظار في قضية مهمة جدا ومعالجة ضياع الاطفال بين التشرد، العنف المنزلي، ترك المدراس والنزول للشوارع لسد الحاجة وطلب الرزق الكريم، قبل فوات الآوان. اجيال المستقبل تقتل طموحهم ورغم التطور -اذا صح التعبير- نسبة الامية 8.4%.
يجب إعادة النظر في هذة النسبة، وايضا إعادة الاحصاء وجمع البيانات حول نقطة كارثية، العالم يتقدم من حولنا ونحن نعود إلى نقطة الصفر، النقطة التي بدءنا منها قتل الامية وأرتقاء الفكر وتحريره من التخلف والتعصب.
– إلى أين يأخذنا تيار الاوضاع الراهنة ؟.