أنا إنسان

جلس رامى وحيدا يفكر، إن لي عقلا، ويدين ورجلين، ولساناً وشفتين، ألعب، أخطئ، (إيه يعنى؟) سامي أيضا يخطئ، لكنه يحصل دائما على المركزالأول في المدرسة، يحبه المعلمون، يتحدثون معه ويجلس معهم كثيراً (يــا بخته) .

نهض من مكانه وبدأ يهمس لنفسه ممسكاً بإبهام يده اليمنى أصابعها الأخرى عدا السبابة واضعاً طرفها على جانب رأسه الأيمن مرة وعلى ذقنه مرة أخرى قائلا:

سامي ولدٌ ذكى_ هذه نعمة من الله لا نحسده عليها_ وأنا لست غبياً، يمكنني أن ألحق به، أذاكر أكثر أتعلم من أخطائي، فليس عيباً أن أخطئ لكن العيب ألا أتعلم من أخطائي، أسأل عن كل مالا أعرفه، وأفهم مالا أفهمه.

بدأ سامي يغترّ بنفسه، يعتمد على ذكائه ومدح معلميه، ويتكـبّر على زملائه، تحسنت درجات رامى في نهاية العام الدراسي واقترب من المراكز الأولى في الصف الخامس الابتدائي، غمرته الفرحة ما أحلاها!، صمم على مواصلة الجد ورفع شعار(أنا إنسان).

في الصف السادس حصل على المركز الأول وكرّمه رئيس الحي.

أنا إنسان

أنا إيه؟..أنا مين؟

أنا..أنا..إنسان.

ولا ناقص عين

ولا إيد ولا رجل

ولا انطق كلمة بنص لسان

أنا إيه؟..أنا مين؟

أنا..أنا..إنسان.

أنا عندي العقل أفكّر بيه

وأحل اللغز أجيب معانيه

ومعايا ها يكبر واكبر بيه

وما بين أصحابي يكون لي مكان

أنا إيه؟..أنا مين؟

أنا..أنا..إنسان.

أنا مش هاستسلم للأحزان

لو مرة الفشل اتمكّن منّى

وخلّى الأفراح تبعد عنّى

راح ابني بعزم شديد..أحلامي

وأحطّم أي صعاب..قدامى

وأصبح بين الناس..عنوان.

أنا إيه ؟..أنا مين؟

أنا..أنا إنسان.