الاثنين ١٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم عبد المنعم محمّد خير إسبير

أُمّتـــــي في غَيْبـــَةِ العُمَرَيْن...! *

(غَرْبٌ) يُغَـــرِّبُ أُمَّــــةَ القُــــرآنِ ،
 
في غَيْبـةِ التَّقْـوَى مِـنَ الدَّيـــــــّانِ
 
نَبَذوا الجِهــادَ ، وحَرّفـــوا آياتِـــــهِ
 
عَبَدوا الهَوَى فاسْتُعْبِدوا بِهَــــوانِ
 
وبِنـا أحاطَ ( الغَرْبُ) حِيْطَةَ آسِـــرٍ
 
والنّاسُ في غَيبوبةِ النَّشْـــــــوانِ
 
فطُقوسُ أفراحٍ تُقـامُ وتَزدَهـــــي
 
وحَرائـرُ الإســـلامِ مِثْلُ قِيـانِ(1)
 
لكأنَّ شَيْئاً لَمْ يَكُنْ في قُدْسِنــــــــــا
 
وعِراقِنــا ، لبنــانَ ، والجـــــولانِ
 
سِرْنـا جَميعــاً في رِكـابِ مَظاهِــرٍ
 
متبرِّجينَ بشَرِّهـــــــا الفَتّــــــــانِ
 
هــذا (التّبـرّجُ) قادَنـا لِمفاسِـــــــــدٍ
 
وحَــرامِ مــــالٍ حَلّلَتْـــــهُ يَـــدانِ!
 
سَلَفِيّةُ الأجـدادِ عاشَـتْ فــي شَظـــا…..
 
فٍ (2) وابتَنَتْ تاريخَها الإنسانـــي
 
يالَيْتَنــا نَحْفَــى ونَعْــرَى .. إنّمــــــــا
 
نَحْيـــا الفخارَ..... بعِـــزَّةِ الأوطــــانِ
 
يالَيْتنا نَسْعَى لِتَجميلِ النُّفــــــــــــو….
 
سِ كما نُجَمِّــلُ ظاهِــرَ الأبـــدانِ
 
يالَيْتنا نَسْعَى لِغَسْلِ قلوبِنــــــــــــا
 
مِــنْ سَــوْءَةٍ في بَــدْءِ كــلِّ أذانِ!
 
سَلَفيّـةٌ شـــادَتْ لنــا أمجادَنــــــــا
 
بِرِجالِهــــا، بالـــرّوحِ والإيمــــــانِ
 
لكنّها تَحْتَ الثَّرَى تَبكـي علَـــــــى
 
إرْثِ يَضيـــعُ بِســادَةٍ عِبــــدانِ!!
 
ضاعوا، أضاعوا ماتَنَحَـوْا بَل مَضَـوْا
 
مُتَشَبّثِيْـنَ بِسُـــدَّةِ السُّلطـــانِ(3)
 
وتَحَكَّمـوا بِسِلاحِهِـمْ في شَعْبِهِـــــــمْ
 
وإلى العِدَى خَنَعوا خنوعَ العاني(4)
 
هُمْ يُخْطِئونَ،وفي الخطيئةِ يَنْعَمــــــو….
 
نَ ونَحْـنُ نَلبَسُ وِزْرَهُــمْ ونُعانـي
 
لَـمْ يَكْفِهِمْ أنّا بِهمْ صِرْنا علــَـــــــى
 
حــَرْفِ انهِيـارِ كَرامَــــةِ الإنسـانِ
 
هُمْ يَهْجُـــرونَ جِهــادَ حَــقٍّ مُلْـــزِمٍ
 
بِذريعــةٍ لَـمْ تأتِ في القـــــــُرآنِ
 
لكنّهُــمْ يَتعاهَدونَ مِعَ العِــــــــدَى
 
طَوْعــاً، لِذّبْـحِ شَبيبَـةِ الرّحمــنِ
 
فيُقاتِلـونَ ، ويَقْتُلـونَ ويَسْجُنــــــــو…
 
نَ لِنَيْلِ قُرْبـَةِ تَـوأمِ الشّيـطــــانِ
 
هيَ رَغْبَةُ الطّاغوتِ في نَسْخِ الجِها….
 
دِ وجُلُّهُـمْ خَوفٌ مِـنَ العِصيــــانِ
 
وبِهِ اقْتَدَوْا ليَكونَ عَوْنـاً ضامِنـــــاً
 
لِقُصــورِ حُكْمٍ دائــمٍ بأمــــانِ
 
هُمْ في السّذاجَةِ أوّلٌ ، وَثِقوا بِمَنْ
 
أربَى الذِّئابَ بمَقْدِسِ الأوطــــانِ
 
طاغوتُ هذا العصر ضَلّلَ شَعْبَــهُ
 
وأتى يُضَلِّلُ بَعضَنـــا بأمانــــي؟!
 
ظَنّوا بأنَّ الذِّئـــبَ يَخْلَعُ نابَـــــــــهُ
 
في زَيْفِ سِلْمٍ شاءَهُ ذِئبـــانِ!
 
رَغِبوا بــــــِذُلٍّ جَمَّلــــوهُ لِيَسْلَموا
 
يَتَنَعَّموا في حُظْوةِ العـــــدوانِ!
 
ساروا اليهِ كما الخرافُ وما دَرَوْا
 
أنّ المســـارَ لِمذبحِ الخــــــرفانِ
 
لَمْ يَبْـقَ مَنْ يسْعَـى لِعِـزّةِ أُمَّتي
 
إلاّ المُجاهِـــدُ حامــِلُ الأكفـــــانِ
 
ياأُمَّتي ..هـذي الحقيقةُ صَرْخــَةٌ
 
تَسْتَنْهِضُ(العُمَرَيْـنِ)في أوطانـي
 
سَبْعينَ عاماً فوقَها بِضْعٌ عَمَـــرْ….
 
تُ ، وما بَكَيْتُ ، وذُلُّنـا أبكانـي
 
وغَـداً سنَبْني حائطـاً، مَبْكَىً لَنا
 
إنْ لَـمْ يُبَــدِّدْ لَيْلَنا عُمـَــرانِ!! *
 
الهوامش
 
(1) القِيان جَمْعُ قَيْنة: وهي الأمَة والمغَنّية.
(2) الشَّظاف: يُبْسُ العَيْشُ وشِدّتُه.
(3) السّلطان: القوّة والقهْر .
(4) العاني : الأسير .
 
* عمرُ بنُ الخطّاب و عمرُ بنُ عبد العزيز

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى