الأحد ١٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم
إعلان عن ميلاد زهرة خضراء
على ضفافِ ربيع الصنوبرْكنا نتسامرأنا وهي وضوء القمرْوكان معنا قنديل يرتشف من صفوناأغانٍ لمولد شمعتنا ْيتدثر موسمناأتى كعادته كل مساءْيبعث الدفء في السنابليزرع الصحراء واحات من بذور الشمسْأمسيات تطلّ في الدروبْتسامر الهمس ، تحاور الغروبْتتدثر خلف الغلائلْتدغدغ نبض الجداولْعلّ الرياح تشتدّ فلا تقحموأطير بأجنحة الوفاء إلىظل ممدود في وعدهاأداعب شفقا يهيم في صمتهاينثر الأعياد في حزنهامشاعل تُغرق صفحات الليلأحلاما تبحر في كل ساحلْتنسج في الأفق ألحانا وأجنحةتحفظ في أعماقها قصيدة العناء ْفمن لي سواها،قل لي يا قضاءْ؟(2)حكاياتُ سماءٍ أعتمتْ فوق الربوعْوجراح تلظّت في صمت المغيبْتحمل طيفها كشاعر غريبْيتوكأ خلف ظلال من قامات الشموع ْيتدفق في ربيعها ، كشلالٍ من المطرْيحن إلى تهجّدها وقت السحرْ(3)مضت الأيام تُعانق فصولهاشطانا تفتح الأبواب في كل هجيعْلم يبق لي غير زاد من ربيعْأميرة جرتْ مع الرياح سفينةلم تجنح يوما لعصفٍ أو تياركان حنينا لجداولنا ولرفة الأقماروكان ذات ليلة ...شربتْ بحرا من حريقمُبحرٌ مجنون في كل العروقمارد موّار في كل البروقصياد مغرورقتل فينا الدفء والسرورهذا الراعش المشدوه رنا من بعيدتخطّى العشب الأخضر، مدّ اللهب المسعوروحمل النار بيمناه .. بيسراههزّ أسوار المدينةفتّح كل الشبابيك الصديئات الحزينةوتهاوت قامات الشموعسحقتها.. كل الصغائرسحقتها .. كل الكبائرفأعلنت تلك المراياموت زهرةوميلاد جرح جديدهكذا تبعث في الأموات بذرةهكذا ... في البعيد(تلتهم الأحياء حفرةقطرة تشربها الأرض .. وتعطي الأرض قطرة )(4)عجبا!كيف نسينا ..أن طوفان الغريقيبتديء في شهقة، في بعض شهقةينتهي في خفقة، في بعض خفقةيا هذا الوتر الصادح في كل نشيدْيا هذا الالق الطافح في كل جبين(يا هذا الطائر المذبوح في كل وريديا هذا الأمل المنساب في كل العيون)أين منا العام شمعة؟أين منا العام بعد العام دمعة؟أين كنا ؟شمعة كانت فأحجمنا؟(خطوة كانت ولكنا ارتعشنا؟)لكنا سنقطع غيرها المليون في درب الرجوعْوكلّ كفّ عصبتْ عين الطريقسنوقظ ألامانيفجرا تشرئب فيه قامات الشموعسيقطع اللحظة شلالُ لهيبيتخطى وحشة الليل العصيبليُطلّ الصبحُ مشدوهاعلى موت جرح ، ميلاد زهرةهكذا تبعث في الأموات بذرةأي حلم سيعانق فجره !
المقاطع الثاني والثالث والرابع وعدد من ابيات المقطع الاول من القصيدة اعدت على عجل بعد خروج القوات الأمريكية المحتلة من المدن العراقية في 30 / 6 / 2009 وهذا يبشر بميلاد زهرة خضراء بين ورود يبست وكاد ان يقتلها الجفاف ..