الثلاثاء ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم
إنفجارات .. وطفولة .. وسنابل
إنفجرتْ حبّة ُ قمح ٍفأعـشـبَـتْ سـنبلة ..إنفجرت السنبلةُفأنجبَتْ بيدرا ..لكنّ قنبلة ً انفجرتْ في مدرسةفأغلقتْ ستة صفوفوذبحتْ سِـربَ عـصـافـيـرمُـطـوّحـة ًبمئذنة ٍكانت ترشُّ فضاءَ المدينةبرذاذ الصلوات!*لا تذعري ياحبيبتيسـنعود يوما ً لـنـردم الـخـنـادقونبني صفوفا ً جديدةمُـفـجّـريـن تلالا ًمن السنابلِ فيرَحِم أرضنا ..أرضنا التي حرثتها القنابل!حينذاكستجتمع الزهور في حديقة واحدةويتناسل النخيلُ في بستان واحديمتدّ من أهدابِ البصرةحتى قدَمَيْ أربيل ..مُعيدين الإعتبارَللعَـلم المُثقّـب ِ برصاص الخيانة!*علّمتني العربات التي أكلت نصفَ عمريأنّ الجالسين في المقاعدِ الأماميةلا يبصرون غير زجاج النوافذ ..لذا :أبحث عن مقعدٍ فارغبين المقاعد الخلفية ..فأنا أريد أن أرى الجميعوهم يغذّون السيرنحو المدينة الفاضلة ..وحين يترجّلونسأسير خلفهمفإنْ سقط أحدٌ مضرّجا بالضنىسأجعل من صدري " نقّالة ً " إسـعـافومن ظهري هودجا ..أمّا إذا ضرّجني الضنىفسأسقط دون ضجيجكي تستمر القافلة!*قال النهرُ :أنا ابـنُ الينابيع ِ الصغيرةالتي اتّحدتْ في جسدي ..وقال الحقل :الشجرةُ الواحدةلن تكون بمفردها بستانا ..فلماذا نفترق ياصاحبي؟إنْ كنتَ تأبى السيرَ معيفاسمحْ لي بالسير معكمادُمنا مُتّجهيننحو المدينة الفاضلة*كـمـا يتوغّـل مسمارٌ في خشبة ..أو جذرٌ في لحم الأرض :أتوغّلُ في أودية الحنينأجوب فضاءات ٍ ما مرّتْ في ذاكرة عصفور ..وبحارا ً ما عرفها السندباد ..لا بسفينة ٍ في بحرولكن:على قدميّ الحافيتينمُيمِّما ً روحي نحو اللهوعـيـنـيّ نـحـوك ..!لا تخافي الرحلة يا حبيبتيفإنّ فمي سـيعـلـن الإضراب َ عن القبلاتو الحقولَ ستعلن الإضرابَ عن الخضرة ..الضفافَ لن تعانق الموجة َ العاشقة ..وستعلنُ البراءةُ عصيانها على الطفولةستفقد الحياة عذريتها ويجفّ عفافُ الكبرياء ..وتنتحرُ الأغنية على شفة القيثار ..والنخل سيبرأ من أعذاقه ..فأنحني خجلا ً من رجولتيأنا الذي أريد أن أموت واقفا ًكنخيل العراق !**اللهمَّ اجعلني:عشبة ً في وطنيلا غابة ً في منفى ..ذرّة رمل ٍ عـربيةلا نجمة ً في مدن النحاس ..عُكّازا ً لضريرلا صولجانا ً لـلـقـيـصـر ..شريطا ً لضفيرةِ عاشقة ٍ قرويةلا سوطا ً بيد جلّاد ..حصانا ً خشبيا ً لطفل ٍ يتيملا كوكبة ً ذهبية ً على كتف ٍ أثقلتْه الخطايا ..فلقد أرهقتنا مهنة القتل وهواياتُ المارقين ..لذا أعلنتُ تضامني مع الحفاةفي حربهم العادلة ضد ذوي القفازات الحريرية ..مع البرتقالة ضدّ القنبلة ..مع الأرجوحة ضدّ المشنقة ..ومع أكواخ الفقراء ضدّ حصونِ الـدّهـاقـنـة !*أنا لا أبكي يـا حـبـيـبـتـي ...إنما:أريد أن أغـسـلَ بالدموعصورة الوطن المنقوشة كالوشمفي عـينيّ!