صغتُ مِنْ أغصَان ِ أحْلامِي
صَحائِفي وأجسادَ أقلامي
وَخطَطْتُ ما نزَفتهُ أوْهامي
وَما باحَت بهِ أوجَاعُ أيّامي
........
........
ورصدْتُ أمْجادَ الظَّما, بقلبِ السَّما
فانشقَّ عن مَطَرِ الهُمومِ غَمامِي
ومن الضّفائِر حِكْتُ بُرْدَة شَجْوِنا
ومن ريقِ ثغرِكِ قد نهلتُ مُدامي
لمّا دَنا, سادِنُ النّوى, يَنعى الهَوى
أيْقظتِ وحْشةَ ليلي المُسْتضامِ
يا ذاتَ حَوْرٍ حَبا العَينينِ رَوْنقها
مِنّي السَلامُ , فَلا ترُدّي سَلامي !
*******
إني جَعلتُ حِبرَ كِتابتي الشّفق
ونصَبْتُ أشرِعةَ الرّؤى عَلى قلَق
وأبحَرَتْ شجُوني في لُجّة الورَق
فداهَمَت أفلاكيَ أعاصيرُ الأرَق
وضَجّ مَلاحي, تَهادى عَبْرَ حِيرتِهِ
يكسُو المَغيبَ بحُلاتٍ من الغَسَق
وهامَسَ الرّيحَ مَكلوماً, بِلا ألم ٍ
كَصَبٍّ مُشرَعِ العَبَراتِ, ولا حَدَق
في كُلِّ شط ٍّ تَراءى وَجهُ زَنبقتي
كانَ أميري, وظلّ حاكمُ العَبَقِ
ما كُنتُ أعْشق وجْد لَيْلِيَ السّاجِي
لكِنّ صَبوةَ الإصْباحِ لهُ, وَلِما اتّسَق ....