الاثنين ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم
على عتبة اكتوبر، ثمة نشيد للشهداء
نحنُ ركبُ الشُّهداءْنحنُ كتبنا بدمانا تاريخَ الفِداءْنحنُ أزليون قلنا: «كلا» للفناءنزرعُ القبرَ حياةً كي تظلَّ الأرْضُ مَهْدَ الأَنبياءْوالشعوب علّقت أحلامها على ضروح الأولياءْونشرنا من لحودِنا سَنا تسابيح الرّجاءْبعدما دقّ استغاثُ المستضامين أبوابَ السّماءنحن هديرُ نبضِ العاصفةنحن منارات الجّموع الزاحفةنحن سرجنا الشمس،وانتصبنا جثثا، ولكن واقفةواقفون مِثْلَ جذوع السنديانْفي زمانٍ عربي ضائع، نضب فيه الزمانومكانٍ هجَرَتْ فيهِ اليماماتُ كل مكانوتنحّى فيه عنترةُ عن ظهر الحصانواعتزل خلفاؤنا الخمر والمجونوتمنعوا عن الغلمنة وصدح القيانوأعلنوا الحداد، ولبسوا السوادبعدما أزهقوا الإنسانَ في الإنسانواغتالوا بعدها روح فلسطين والجولانوحاربوا في حقولنا الخصوبةواستأصلوا من تاريخنا العروبةحطموا فينا الزنود الباسلةوأظلموا نجم الشمال، وكسروا البوصلةكي تضيع في تيه السراب القافلةدفنوا صوت الشعوب، ضيعوا كل فريضةأتلفوا البيان في كل قصيدةلكنهم (من فرط الورع!)بعد أن ثملوا وزنوا بكل فاضلةعادوا لتقواهم وأحيوا النافلة!