الاثنين ٧ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم
إِذًا أَنَا هُنَا
النَّدَى يَحْتَكُّ بِالْوَرَقَةِ نَاعِمًاحَتَّى الْغُبَارُ الْوَحْشِيُّيُمْكُنْ إِزَالَتُهُ بِهُدُوءٍ.مُعْظَمُ الثِّمَارِ تَنْضُجُ فِي الصَّيْفِثَلاَثَةُ فُصُولٍ تُتْقِنُ تَعَبَهَالأَجْلِ ثَمَرَةٍ وَاحِدَةٍ."إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَافَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ."وَإِنْ نَظَرَتِ المَرْأَةُ؟تُرَاهَا تَضِجُّ بِأُنُوثَتِهَاشَجَرَةُ الْخَوْخِ الْعَارِفَةُلِتَشْتَهِينِي؟بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَأَخْضَرَ وَاحِدٍ وَشَمْسٍ وَاحِدَةٍتَنْضُجُ الثِّمَارُ كُلُّهُاإِلاَّ ثَمَرَةُ الجَسَدِ؛ بِارْتِكَابِهِ.عَلَى زُجَاجِ النَّافِذَةِ الرَّطْبِكَتَبْتُ: أُحِبُّكِرَغْمَ يَقِينِي بِجَفَافِ إِصْبَعِي.زَغَبُ الطُّيُورِ ضَعْفُهَازَغَبُ وَرْدَتِهَا قُوَّتِيبِهَا يَنْتَصِبُ دَمِي شَاعِرًا.المَسَافَةُ بَيْنَ نَهْدَيِّ الْقَصِيدَةِ وَسَاقَيْهَاأُضِيئُهَا بِانْبِهَارِيكُلَّمَا اخْتَفَتْ أَعْمِدَةُ الطَّرِيقِ.تُنْزِلُ لِي سِيَاجَ حَقْلِهَاأَدُسُّ يَدِي تَحْتَ حَرِيرِ حُرِّهَا المُبَاحِثَمَّةَ ثَمَرَةٌ وَاحِدَةٌ لِقِطَافِي.بِحَائِهَا وَهَائِهَاتُكْمِلُ أَبْجَدِيَّتِي الْتَرْتَجِفُوَشْوَشَةُ دَغْلِهَا الصَّغِيرٍ.إِذًا أَنَا هُنَا!عَصَافِيرُ الدَّرَجِ إِلَى الأُرْجُوحَةِغَيَّرَتْ حَنَاجِرَهَا إِذِ اسْتَعْذَبَتْنَا.يَزْدَادُ ارْتِفَاعًاعَمُودُ شَمْعَةِ الشَّهْوَةِكُلَّمَا هَبَّتْ عَلَيْهَا رِيحٌ عَانِسٌ.حَتَّى الْقَمَرُ مَحَا الْغُيُومَ عَنْ وَجْهِهِبِحَرَكَةٍ مُرْتَبِكَةٍوَأَخْفَانَا تَحْتَ ضَوْئِهِ.بِإِطْلالَةِ فَمِيرَضَعْتُ رَحِيْقَ رَحْمِهَاقَبْلَ أَنْ تَكْتَمِلَ وِلاَدَتَي مِنْهَا.أَبْقَتْ زَغَبَ وَرْدَتِهَاكَيْ أَمُرَّ نَهِمًا عَلَيْهِ إِلَيْهَابِلِسَانِي العَارِيِّ.أَتْرَعَ نَهْدَيْهَا بِأَصَابِعَ وَجَعٍلأَوَّلِ مَرَّةٍتُعَرِّفُنِي الأَلَمَ الشَّهِيَّ.مِنْ عَلَى شَفَا شَفَةِ الرَّحِيقِيَنْسَابُ لَحْنُ تُوَيْجِهَادَوِيَّ آهَةٍ شَرِسَةٍ.فِي انْصِهَارِنَاتَصَبَّبَتْ بِلَّوْرَاتُ عَرَقِي فَوْقَ عَيْنَيْهَالآلِئَ تَزِيدُهَا فِتْنَةً.فِي بُحَيْرَةِ سَرِيرِهَاأَتْقَنَتْنِي السِّبَاحَةُ مُهْتَزًّابِارْتِكَازِي الثَّابِتِ.مَاءٌ عَلَى مَاءٍيَفُورَانِ مَعًاغَلَيَانَ غِنَاءٍ غَرِيقٍ."دَعِ اسْتِرْخَاءَكَ يُطِيلُ إِقَامَتَهُ"هكَذَا تَتَفَوَّهُ حِكْمَةُ النَّشْوَةِقَبْلَ أَنْ يَقْصُرَ النَّايُ فِي لَحْنِهَا.أَنْهَضُ عَنْهَا بَعْدَ كُلِّ قَطْرِيهِيَ تُغْلِقُ عَلَيْهِ بَابَ سَاقَيْهَاإِذْ يَبْدَأُ ضَجِيجُ هَيَاجِهَا المُفْرَدِ مِنْ جَدِيدٍ.ذَاتَ صَبَاحٍ خِلْتُهُ لِيلَوْلاَ بُقْعَةٌ ضَرِيرَةٌ ضَلَّتْ مَسَارَ إِنَائِهَافَفَقَأَتْ حَنِينِي.أَخْطِفُهَا مِنْ يَقْظَتِهِ الدَّوْرِيَّةِ عَلَيْهَابِاحْتِلاَمِ المَنَامِ؛تِلْكَ الْيَمَامَةُ الْجَرِيحةُ بِرَغْبَتِهَا.لاَ يَغْسِلُ الْبَيَاضَ الَّذِي ضَجَّهَاوَتَرَكَهَا جُثَّةً نَضِرَةًخَبَبُ صَبَاحِ الْقَهْوَةِ عَلَى لِسَانِي.سَيَقْطِفُكِ وَتَعُودِينَ لِيسَتَعُودِينَ لَهُ وَأَقْطِفُكِلأَغْفِرَ لَكِ خَطِيئَتِي.عِبَارَةٌ شِعْرِيَّةٌ لِغَزَالٍ جَرِيحٍوَخَاتَمٌ دُونَ إِصْبَعِهِفَرَوَاحٌ فَالِقٌ لِلرُّوحِ.هَلْ تَصْلُحُ المَخَالِبُ المُنْتَصِبَةُ لِلطَّيْرِأَنْ تَكُونَ تَعْوِيضًاعَنْ مَرَضِ الأَجْنِحَةِ؟لأَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ إِعَادَةَ الْجَمَالِالَّذِي يَلْتَصِقُ عَلَى أَصَابِعِيلَنْ أَلمَسَ، بَعْدُ، جَنَاحَيْ فَرَاشَتِي.