السبت ٢٠ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم
اغفرْ لي إذا قبّلتُ بئرَ السبع
وقد عرفتْني بئرُ السبعِلمّا قلتُ ... يا اللهوسار الزرعُ خلف الزرعِمشتاقاً لنا واللهسحبتُ الريحَ فوق الرملِ حين رأيتُ بئرَ السبعبئرُ السبع قد جاءت تعاتبني:ترفّقْ يا غريبُ بنافهذي الريحُ ابنةُ خيلِنا المتروك للآهاتابنةُ سرِّنا المرفوع كالصلواتابنةُ حزننا المحمول كالصبّارِترفق يا غريبُ بنا.سقيتُ الآن بئرَ السبعِ من كفيإذا عطشتْوزرتُ سريرَها بالوردِلو مرضتْوسرتُ وراءها عُمراً .. إذا عشقتْرأتني الآن بئرُ السبعِ أحلب عنزةَ الرُّسلِفلفتني عباءتُهاسقتني حكمةً بيضاءَ باردةً بهذا القيظفصرتُ ربابةً تبكي على يدهاكتبتُ الشِّعر حول حكايةٍ هربتْمع البدوية الأحلى من التمرِسألتُ النخلَ عن سرِّ ابتسامتهاوبئر السبعِ ترمقني بنظرتهافأجري خلف لوعتها.أنا يا ربُّ مفتونٌ بهذا الرملِمجنونٌ بهذا الرملِكفّنّي بهذا الرملِعطرني بهذا الرملِقبّلني بهذا الرملِواحييني بهذا الرملِأنا يا ربُّ لي سرٌّ مع الحبّاتِ لو سارت وراء الخيللي سرٌّ مع الحبّاتِ لو نامت بكفِّ الليلِلي سرٌّ مع الحباتِ لو سارت ببطن السيلِأنا يا ربُّ مخلوقٌ من النسماتِ لو مرتْ على النقبِومجبولٌ من الآهاتِفارحمني إذا ضمتني بئرُ السبعواغفر لي إذا قبّلتُها فجراًوأرسلْ فوقَ قافلتي سحابَ العشقظلُّ العشقِ يا الله نهرٌ مرَّ في النقبِهنا الأشجارُ واقفةٌ ليمشي النهرُ في يدهاهنا الصلوات تشربُ قبلَ أن تسمو لبارئهاهنا الشهداء أطيارٌ تعبُّ الماء للأبدِهنا كبديفيا الله فاض الشوقُ يا اللهفاض النرجسُ البلديّ فوق الرملونام العطرً في تطريزة الثوب الفلسطينيّوبئر السبعِ ترفعني لأعلى الثوبتحضنني بهذا الثوبتسحرني بهذا الثوبفأنسى العمرَ ظلاً في قرى النقبِوسيرةَ عاشقٍ ضاعتْولم يخبُ من التعبِ.