

الأسلمة الموضة الجديدة
أحاول دائما قدر استطاعتي تجنب المشاركة في المناقشات التي تحكمها الانفعالات، وتتخلالها تصفية الحسابات، ويشغلها الإصرارعلى اقصاء الآخرين واغتيالهم أدبيا وسياسيا، لاني أأمن بأنه لا مصلحة أو جدوى في نقل الحروب الأهلية العبثية إلى وسائل الإعلام وتحويلها إلى مادة للإثارة والتحريض، والإسهام في التشتيت وتسميم أجواء هذا الوطن المأزوم.
لكني كثيرا ما أجدني مجرورا لمسلسل ذلك العبث الدامي المضحك المبكي.. فما دعاني هذه المرة للخوض في مناقشة مثل تلك المواضع الحساس، هو أن أحدهم -سامحه الله- هاتفني قبل أيام وكالمعتاد أجبت ب"ألو" فجاءني الرد سريعا حادا وكأنه مهيء قبلا يحمل من اللوم أغلظه، ومن العتاب أعنفه، حيث قال مخاطبي بلغة عنيفة متجهمة: يا هذا قل "السلام عليكم" ولا تقل أبدا كلمه "الووووو" فأنت مسلم، والمسلم لا يقول "ألوووو" لأنه يخسر بسبب كلمة "ألووو الكافرة" مئات الحسنات في كل مكالمة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول" لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أذلكم على شيء إذا فعلتموة تحاببتم، افشوا السلام بينكم. الموضوع خطير جدا، لا تستهن به، فكثير منا بل لا أبالغ لو قلت معظمنا يبدأ بكلمة" ألو"عند الحديث عبر الهاتف، بيستعملون "ألو" "ألو" التي تساوي الصفر فى الميزان يوم القيامة، أما كلمة "السلام عليكم ورحمه الله وبركاته" قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم " افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا باليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام "وابلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن من يقول السلام عليكم فله عشر حسنات ومن رد عليه بأفضل كان له ثلاثون حسنة ومن قال السلام عليكم ورحمه الله وبركاته له ثلاثون حسنة وقال الله تعالى فى القرآن وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) سورة النساء. فيجب عليك كمسلم ان تتلفظ دائما بكلمة السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أو على الاقل السلام عليكم.حتى يزداد ميزان حسناتك أكثر وأكثر. تخيل كم مرة تتكلم فيها فى التليفون ؟اكيد اكثر من عشر مرات يوميا فتخيل نفسك كل يوم تربح 10*30 =300 حسنة.و هذا أقل القليل تأتى يوم القيامة بإذن الله ولك كنز من الحسنات فلتنسى كلمة " ألو" ومرحبا وغيرها من كلام الكافرين ولتتلفظ ب " السلام عليكم " فهى أفضل وأحب إلى الله عز وجل..
وبما أنه قد صار لدينا، والحمد لله، جيشاً عرمرماً من الفقهاء والدعاة، وبأكثر من عدد الأطباء والمدرسين، والمهندسين، والخبراء، لا شغل لهم سوى الوعظ والدعاء والإرشاد، يتصدون الناس حتى على الهاتف الثابت والنقال ناهيك عن شاشات التلفزات الوطنية والفضائيات العالمية وواجهات المجتمع والإعلام، فلا يتركون شاردة أوواردة دون حشر الأنوف، والتدخل فيها والإفتاء بها بدءً بتفسير الأحلام وعلم النكاح والحيض ونقض الوضوء،وكلمة ألو الكافرة، موفرين الجنّةَ مجّاناً ببضع كلمات يتهجّاها منبطحون لا "يُغيّروا ما بأنفسهم". إنه تغرير يجعل ثواب ’’القشريّات’’ يفوق ثواب المجاهدين والصابرين والنبيّين والمصلحين، فما أسهل وأرغبَ أن يردّد أحدنا "السلام عليكم" في سماعة هاتفه مئة مرّة ليحظى بأطنان الأجور وآلاف الحورفي الجنة الموعودة.
فبدل دعوة المسلم للعمل والتضحية براحة نفسه وإنفاق مكدّس ماله في سبيل الخير وصالح الإنسانية وازدهار حالها، يُشجعونه على الكسل والاتكالية والانبطاح والتمسك بالغرائز الأنانية بدل العمل التطوعويّ الجاد الذي مارسه الأنبياء والصالحون فكسبوا احترام السماء واحترام أنفسهم عن جدارة.
فالأجرُ يا مليمي عبر الهاتف يكون بقدر المشقّة، ولا مشقّة في اجترار مجرّد ألفاظ لا واقعَ تغييريّاً لها بنفسِ صاحبها وعلى مجتمعه، لا شرّ سيصيبنا منها إلا الذي كتبه الله علينا نتيجة فساد أعمالنا
وفي هذه المناخات السقيمة، التي تتدخل في شؤون القلب والعقل والوجدان والارادة الحرة، وبهذا الإيمان الصوري والمزيف، جابهني محدثي ومعاتبي الذي على ما تبين لي جليا من خلال بعض الجمل التي نطق بها خارج السكتش التراجيكوميدية العجيب، واللقطات الفكاهية المضحكة المحفوظة عن ظهر قلب، والتي لاشك أنه يكررها ببغائيا على مسمع كل من يهاتفه، تبت لي وبالملموس، أن لسانه ملجوم وقراره محجوز وليس بيده، وأنه مسيّر من جهات مخفية غامضة متوارية وغير مفصح عنها.
ففي الوقت الذي تعيش كل أمم العالم تعيش حالة طبيعية من التغييرات السريعة الشامل، وتعرف تطورات كبيرة لم يسمع بها الناس ولم يروا مثلها في جوانب عديدة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، بما تضع لنفسها من استراتيجيات خاصة وعامة تتناول خلالها مستقبل بلدانها وتطلعاتها وآفاق رؤاها المستقبلية، لإيجاد بدائل للموارد المهددة بالنفاذ، ومحاولة الحفاظ على المتبقي منها مثل الماء والغذاء والطاقة الخ، وقد ساروا بخططهم تلك إلى أبعد الحدود، وحققوا الرفاه الاجتماعي لشعوبهم.
إلا مجتمعاتنا العربية، فقد ابتليت في ركنها المسمى بالعالم الثالثي، بهوايات عجيبة وغريبة، أغربها وأعجبها ما اصطلح على تسميته ب"الأسلمة". فلا يُفكر الفقهاء والمشايخ والدعاة الذين صار لدينا منهم، والحمد لله، جيشاً عرمرماً فاق عدد الأطباء والمدرسين، والمهندسين، والخبراء، إلا في أسلمة كل ما يحيط بنا وإلباسه “حجابا إسلاميًّا، ودمغ كل الأشياء والنظريات والأفكار والسلوكات والعادات بالختم الإسلامي، وفق ما يفهمونه من مواصفات ومقاييس إسلاميّة، وكأن هذه الأسلمة هي أنجع السبل والطرق لتصحيح مواطن الخلل في فهم وتطبيق الإسلام، وإصلاح أحوال المسلمين. بينما هي في حقيقتها تجاوز ذلك الادعاء باتجاه تطبيق الغلو والتطرف في الدين. لما تحمله في طياتها من التشويه وعدم الواقعية..
فمصطلح الأسلمة، أو التأصيل والأسلفة الزائفة، من الأساليب المضللة والخادعة التي اقتحمت الفكر العربي وهي أشد خطرًا من الفكر المستورد في صورته الأصلية، لأنها "الأسلمة" تخاطب النزعة الفطرية لدى الناس في حب التدين والميل للتعبد، وتكسب الأفكار المنحرفة قوة وحصانة. وقد تفرغ المشايخ والدعاة ورجال الدين، لأسلمة المجتمعات المسلمة، بدل أسلمة ثقافة ونتاج الشعوب الأخرى غير المسلمة، وهذا أمر غريب حقا ولا يمكن تصديقه، ويدخل في نطاق اللامعقول وغير الممكن، والمستحيل، بل المتعذر حدوثه والذي لا يقوم به، سوى المهرجين، ولا يتقبله سوى المخبولين، والمعتوهين المصابين بلوثات عقلية مزمنة. ولا يمكن أن يحدث، مطلقاً،ً إلا في عيادات العلاج النفسي والمصحات التأهيلية والعقلية. لكنه في الحقيقة ومن حيث الممارسة الفعلية أمر واقعي وموجود، ابتليت به مجتمعاتنا الإسلامية، وتحول عندها في ظرف وجيز إلى ظاهرة خطيرة متطرفة، فكيف يصح أو يمكن أسلمة المجتمعات المسلمة؟!!، لكن اللبس في فهم هذه الممارسة يمكن أن يزول بسرعة بمجرد أن نكتشف أن الأسلمة هنا ليست في الحقيقة سوى ظاهرة من ظواهر الغلو والتطرف والتزمت والتشدد في الدين التي ينشرها الشيوخ والدعاة كخدعة كبرى ينجذب عن طريقها الكثيرون ويضلون الطريق ويزدادون تعلقًا بالأفكار الدخيلة لإعتقاهم أنها من صلب الإسلام.. فالتخلف والنقص الذي يعيشه المسلم بدل أن يظهر على حقيقته دون نقص، يتحول بقدرة قادر وبتحوير بسيط للأفكار والعبارات إلى تفوق عجيب ورقي إنساني فريد تحسدنا عليه كافة الأمم وكل الشعوب.
.ومن أمثلة تفشي الأسلمة في الآونة الأخيرة والتي تعلن عن هوية الفترة القادمة.. كثرة شيوع هذا المصطلح..حتى أصبح لدينا "السفريات والرحلات الإسلامية، والمايوه الإسلامي، والفن الإسلامي، والكاتب الإسلامي، والداعية الإسلامي، والإعلامي الإسلامي، والمفكر الإسلامي، وعلم النفس الإسلامي، وأيضاًَ الاقتصاد الإسلامي، الذي أعلن هو الآخر عن نفسه من خلال البنوك والشركات الإسلامية التي انتشرت فروعها في كل مكان، وغير ذلك كثير جدا. ولكن الأدهى والأمر، وغير المقبول هو لي بعض الدعاة لأعناق الآيات والأحاديث للتتناسب مع أسلمة العلمانية والليبرالية وبعض الفلسفات الشرقية والغربية والتي هي عقائد باطنية وتحمل أفكارا ومعتقدات مخالفة للعقيدة الإسلامية. فقالوا بالعلمانية المؤمنة، والليبرالية الإسلامية، والديمقراطية الإسلامية، ولم يبق عليهم إلا أن يقولوا "الكفر الإسلامي".
لم يكتف المتأسلمون المتشددون الجدد بأسلمة المصطلحات الفكرية والفلسفية، بل قرروا إرجاع كل مظاهر حياة الإنسان الى أصولها الإسلامية. فبعد أن نجحوا في صبغ حياتنا بصبغة إسلامية في جميع مجالاتها، وعلى رأسها الحجاب والبرقع والتشادور واللباس الأفغاني الذي تستطيع من خلاله أن تميز بين المسلم وغير المسلم. إنمقلوا إلى الأسماء والألقاب وحولوا أغلبها إلى أسماء إسلامية، ك(أبو كذا وإبن كذا) بالنسبة للأشخاص، و"الهدى والتقوى والفلاح والمعراج والصراط" بالنسبة للمؤسسات التعليمية والحرفية والمحلات التجارية والعمارات، فهذه محلبة باسم الله، وتلك مخبزة على بركة الله، وذاك هاتف التقوى، وذاك سمسار الصدق أو المانة، وتلك عمارة المعراج أو الخلاص، وهكذا دواليك. وبعد أسلمت الأشخاص والأماكن جاء دور سلوكات الناس اليومية العادية، وقد بدؤوا بالتحايا، فبعد أن كنا نسمع أحدهم يقابل الأخر هاشاًَ باشاًَ مصبحاًَ عليه "صباح الخير" او "كيف الدراري" أو مقبلاًَ عليك بالقول "يومك سعيد" أصبح من المفروض على الواحد منا أن يقابل الأخر عابسا متجهماًَ قائلاًَ له "السلام عليكم" صباحاًَ ومساءاًَ، ويا ويل من تأخر في الرد أو لم يرد السلام كاملاًَ حسب طريقة المتأسلمين" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إن شاء الله". وبعد التحايا المباشرة غيروا التحية عبر التليفون كما سبق أن ذكرت والتي كانت الدافع لكتابة هذا الموضوع. فقبل ان ترفع سماعة التليفون لتقول "آلو" تسمع الطرف الأخر يقول لك "السلام عليكم" ويفرضها عليك فرضاًَ وكأنها الجزية يريد أن يستوفيها منك ويريدك أن تقدمها له صاغراًَ ذليلاًَ.
ومن مظاهر الأسلمة الجديدة إستخدامنا "إن شاء الله" في كل وقت وحين، وفي كل المناسبات حتى غير المناسب منها. نستخدمها على نحو خاطئ في التعبير والرسم. فالكثير منا لا يعرف الفرق في الكتابة بين "إن شاء الله " و"إنشاء الله".
فقد جاء في كتاب شذور الذهب لابن هشام أن معنى الفعل إنشاء أي إيجاد ومنه قوله تعالى " إِنَّآ أَنشَأنَهُنَّ إِنشَآءً " أي أوجدناها إيجادا. لكن عند كتابة " إنشاء الله " يعني كأننا نقول أننا أوجدنا الله تعالى عز وجل. أما الصحيح هو أن نكتب "إن شاء الله" لأن هذا اللفظ يعني تحقيق إرادة الله عز وجل، فقد جاء في معجم لسان العرب معنى الفعل شاء، أي أراد.. فالمشيئة هي الإرادة فعندما نكتب "إن شاء الله" كأننا نقول بإرادة الله نفعل كذا..
والشائع أننا طبقنا قول "إن شاء الله " على كافة مسارات حياتناولكن بمفهوم مقلوب كما هي في واقع حياتنا "المشقلبة" والفوضوية بكل ما تعنيه من السلبية في الواقع العملي وليس من واقع تفسيرها القرآني. فعكسنا إنكسارات حياتنا في كافة النواحي على استخدامنا ل" إن شاء الله " حين وضعنا هذا القول في سياق اصطلاحي تبريري ظاهره الإيمان، لكن استخدامه الفعلي والعملي يعني السلبية أو التسويف أو الاستثناء، بل نفي الفعل أو كما نقول بالعامية " اقلب وجهك " أو "مييك". ما تسبب في وقوف عقارب الساعة، أي ألا تسير القطارات التي تنطلق بمواعيد ثابتة وألا تمخر السفن عباب البحر حسب البرامج الوقتية المعدة لها وألا تطير الطائرات حسب الجداول الزمنية وألا يذهب الموظف والعامل إلى مواقع عملهما والا نذهب للمدارس والجامعات وألا نخترع ونبتكر الجديد ولا نضع الخطط التطويرية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية أي أن نفسر كل حياتنا السلبية بأنها مشيئة الله لأننا نحب أن نريح أنفسنا من السعي في الحياة وتطويرها.
إن خطر هذه الظاهرة لا يكمن فقط في تلك الكلمات المنتمية إلى لفظة "أسلمة" التي نضعها فوق كل شيء فتفعل فيه فعل السحر، بل هو في تلك الثقافة التي تتولد عنها، والتي لا تنبع خطورتها من كيانها الفكري فحسب، بل من كونها قادرة على التحول لحالة تضليل وخداع للذات فرضت نفسها فوق أرض الواقع بابشع الصور، مؤثرة في حياة وسلوك المجتمعات والشعوب الإسلامية محولة الممارسات والتوجهات الاجتماعية والفردية والجماعية إلى ممارسات وتوجهات فاسدة تستنزف الجهد والطاقة.
فمتى تستطيع شعوبنا التحرر من أغلال التخلف والتخبط والتنطع في الدين؟!!. ومتى نعتق مجتمعاتنا من هذا الوهم لتبدأ السير، ألم تنظر إلى الأمم الأخرى لتشاهد كيف تطورت وتقدمت سياسيا واقتصاديا وعلميا وحضاريا دون أن تضع يافطات "التنمية المسيحية" ولا "التنمية اليهودية" ولا غيرها، لأن التنمية في حقيقتها ليست لها هوية دينية. ألم ير شيوخنا ودعاتنا -كمثال حي على ذلك- كيف حقق الصهاينة حلمهم المصطنع في إقامة دولة كانت حينها نوعا من الطرفة او التنكيت، من مجموعات مشتتة عبر العالم وفي عدد من الأمم والشعوب؟ بعد أن رسم لهم دهاقنتهم في السياسة الصهيونية خطط مستقبلهم وحددوا لهم أهدافهم الاستراتيجية، ورسموا التكتيكات لإنشاء دولة لهم على أرض في قلب عالمنا العربي والإسلامي، وفي أقدس بقعة من بقاع الأرض قاطبة.
وفي غفلة من شعوبنا التي لا تتطور ولا تتقدم إلا نحو "لوثة الأسلمة"، حققت تلك الطغمة أهدافها وزادت عليها أضعافا مضاعفة، وشكلت دولتها وصهرت مجتمعاتها كلها في مجتمع صهيوني واحد، وأحيت لغة منقرضة كانت طي الكتب المقدسة، وبنت جيشا من أقوى الجيوش في العالم..
وإنه لمما يؤسف له حقا غياب الرشد عن واقع التنمية في مجتمعاتنا فمعظم التنمية الإسلامية يقصد بها تنمية الهرطقات في أدمغة المسلمين، حتى تنتفخ فلا تنتج على أرض الواقع سوى التخلف والضياع لتبقى التنمية البشرية بمفاهيمها الحقيقية غائبة عن مجتمعاتنا تماما. فكثير من الأسئلة الخاصة بالتنمية برر مثقفنا العربي قمعها على خلفيات غيبية انتشرت وهيمنت الى درجة سادت وساد معها التفكير الخرافي. وأمام هذا الانتشار الذي وجد من مثقف التبرير تشجيعاً ومؤازرة واتفاقاً أو توافقاً كيف يمكن لنا استعادة ثقافة التنمية الحقيقية وقد أصبحت في حكم السائد من تفكير غيبي عام خروجاً عن الملة وتهمة تأثيم وتكفير.. كيف نستعيد هذا النوع من الثقافة ومثقفنا أول من كف عن تمثلها واختار النقل بديلاً عن العقل والتبرير بديلاً عن التفكير!!؟؟