الأربعاء ٢٩ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم سعيد بلمبخوت

التأمل في صورة الطفولة

عندما تسمح المناسبة والوقت من أجل البحت في أغراض تم لمها ونسيانها في أحد أركان البيت لمدة طويلة من الزمن، لا يهم مدى أهميتها في الاستعمال اليومي...أكيد أن من بين تلك الأشياء أشياء قد لا تقدر بثمن...

لم تسعفني المحاولات العديدة للتخلص منها... ربما بسبب تعلقي بها كأشياء خصوصية...لكنها بالتأكيد لها علاقة بالذكريات.. قرار إتلافها أو التخلص منها إلى الأبد كان صعبا...

في محاولة أخيرة للخوض في النبش فيها بدأت، استرجع علاقة الأشياء بزمنها ومكانها، وبدأت تلوح أهمية بعضها في إحياء شريط ممتع من ذكريات الطفولة.

من الأشياء التي وجدتها ووقفت مليا، صورة جماعية لزملائي بالمدرسة الابتدائية. منهم من تذكرت اسمه بكل سهولة، البعض كلفني وقتا لكي أتذكره. ومنهم من لم تسعفني ذاكرتي على استرجاع أسمائهم نظرا لطول المدة التي تجاوزت عقودا...

الصف الأمامي للبنات، واثنان للأولاد...

في الصورة تذكرت زميلة لا زالت بملامحها الحزينة والتي قبل لحظات أخد اللقطة، تمت معاتبتها بسبب عدم حفظها الدرس...

تذكرت التي كانت ممتازة في الإعراب.

تذكرت احمد الذي لم تسعفه اكتر من ثلاثة سنوات داخل القسم في فك رموز الكلمات.
تذكرت اثنين رحمهم الله. استرجعت الصورة بذاكرتي إلى أشياء تبدو غريبة على أطفالنا كالمحبرة، المقلمة، المنشفة...

تذكرت الإستاد احمد زاد الله في عمره، بحزمه وصرامته كان له الفضل في تعليمنا.
مجموعة من الأطفال في الصورة، منهم من أسعفته الظروف لاستكمال دراسته ومنهم من انقطع باكرا.

تذكرت من كان يلتحق بالقسم مشيا على الأقدام عدة كيلومترات، إلا من كانت تقلهم سيارة النقل المدرسي بحكم اشتغال إبائهم في الشركة والمكتب الذي من اجلهم بنيت المدرسة.
تذكرت ....

اخدت الصورة لأضعها في مكان امن بين الأشياء التي احرص على الحفاظ عليها لأنها بالتأكيد لا تقدر بثمن...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى