الخميس ١٩ حزيران (يونيو) ٢٠١٤
بقلم
الحمَّى بين شاعرين
قال المتنبي في قصيدته (( الحمَّى )) :
وزائرتي كأنَّ بها حياءًفليسَ تزورُ إلافي الظلام ِبذلتُ لها المطارفَ والحشايافعافتها ، وباتتْ في عظاميأبنتَ الدهر ِعندي كلُّ بنت ٍفكيفَ أتيتِ أنتِمنَ الزّحام ِجرحتِ مُجرَّحا ًلمْ يبقَ فيه ِمكانٌ للسيوف ِولاالسهام ِ.فتذكرته وأنا طريح الفراش ..أسير الأوجاع والأمراضرهين الآلام والضيق ثم قلتُ :وزائرتي تزورُ بلا حياء ٍأتتني في النهار ِوفي الظلام ِحرارتها ُتؤجِّجُ كلَّ شلو ٍمنَ الأشلاء ِتنفذ ُمن مساميكأنَّ لها معي ثأرا ً قديما ًفزجَّتْ كلَّ وحش ٍ لانتقاميوآلامٌ على جسدي ترامتْوأوجاعٌ لتفتكُ في عظاميأتعشقني وتنعمُ في فراشيفيا أسفي على أخت ِالغرام ُِأرجِّيها لترحلَ دونَ جدوىفلا قولي يفيدُ ولا كلاميأيا أختَ الغرام ِأنا حلالٌفهَّلا تستحينَ منَ الحرام ِلترميني بأسهمَ من صداع ٍوكمْ من رميةٍ من غير ِرامي !وُأسألُ كيفما انسَّلتْ وَرَدِّيكمَا ينسلُّ بالليل ِالحراميوغَّلتْ بالضلوع ِوبالحناياوزادتْ بانحلالي وانقساميَلكمْ حَصَّنتُ أجنحتي بشعريفلي جنحان ِمن ريش ِالحمام ِأتدخلُ دونَ إذن ٍأو قبولٍولا تهتمُّ في معنى احترامي ؟!.لتتركني على أرق ٍووخز ٍإذا مانمتُ أوهزُ في مناميُتجرِّعني كؤوسَ المرِّ حتىغدوتُ وإنْ شربتُ الماءَ ظاميوزائرتي بلا ذوق ٍوحسٍّأتهزأ ُمن دوائي وانتظامي ؟!.وفي نفسي صدودٌ عن طعام ٍوتسخرُ من صدودي عنْ طعاميوإني ما اقترفتُ اليومَ ذنبا ًولا أمس ِاقترفتُ فما اتهامي ؟؟وعندي غيرُ أوجاعي هموم ٌفقدتُ المخلصين َمنَ الكرام ِمتى ضاقتْ بيَ الدنيا وساءتْفكلُّ الأرض ِما عادتْ مقاميسلوا قلبي الجريح َبما يعانيَأمنْ طعن ِالسيوف ِأم السهام ِوجرحٌ نازفٌ ولهُ علاجٌلأهونُ من جراحات ِالأنام ُِتحِّطمُ ما تبقَّى من حطاميتبعثرُ ما تماسكَ من ركاميتكالبت ِالشرورُعليَّ حتىرمتني ثمَّ أعلنتُ انهزاميفما نفعي بأرض ٍعاش فيهاغريبٌ ليسَ ينعمُ بالسلام ِ.